الثورة – ميساء الجردي:
احتفلت جامعة دمشق اليوم بمناسبة مرور 100 عام على تأسيسها، بما تشكله من صرح تعليمي يشع حضارة ومعرفة على امتداد قرن من الزمن. وذلك احتفالا بالتراث العلمي المتنوع والمسيرة التي بدأت عام 1901 على مدرج الجامعة وسط دمشق.
تضمن الاحتفال عرضا لفيلم وثائقي يتحدث عن نشأة الجامعة وتاريخها الطويلة كأول جوهرة علمية حكومية على مستوى الوطن العربي وما تتضمنه من كليات ومؤسسات تعليمية ومعاهد واختصاصات متنوعة وما وصلت إليه من إنجازات جديدة في شتى الجوانب. كما تضمن مجموعة من العروض الفنية التراثية والفلكلورية والأغاني الوطنية ومن ثم تكريم عدد من الشخصيات البارزة
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام ابراهيم عبر خلال الاحتفالية عن فخره بعراقة جامعة دمشق وبما وصلت إليه من بنيان متكامل بكلياتها ومعاهدها بعد أن بدأت السير في دربها الطويل بخطوات متأنية وتحملت عبر تاريخها المسؤولية الوطنية وأعباء التعليم العالي في سورية وقد تسارعت خطواتها لتحقق المزيد من التقدم والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا.
وأكد الوزير ابراهيم أن المناسبة فرصة للوقوف على انجازات هذه الجامعة وتقديم الاحترام لرجالات بذلوا جهودا عظيمة وعملوا ما بوسعهم من أجل إنشائها وعلى رأسهم رئيسها المؤسس الدكتور رضا سعيد رحمه الله. ولفت إلى أن الجامعة ساهمت خلال قرن من الزمن في تخريج كوادر علمية وثقافية متميزة وعلماء وباحثين لكل منهم كان له فعاليته في مضمار الحياة العامة والأوساط العلمية.
تحدثت رئيس اتحاد الطلبة دارين سليمان عن عظمة هذا الحدث المترسخ في الذاكرة واستنهاض تاريخ وشموخ هذا المكان التعليمي المجبول بالمعرفة منذ مئة عام من صناعة الحلم وقصص النجاح والبطولة والتحديات. مشيرة إلى أن جامعة دمشق هي الأم التي احتضنت الجميع على مقاعدها وفي مدرجاتها وقاعاتها ومخابرها وساحاتها.
وعبرت سليمان عن سعادتها وهي تقف اليوم في رحاب مدرج الجامعة التاريخي وبما حققته الجامعة من انجازات وتطور نوعي في مسارات العلم والمعرفة والتدريس وفي بناء الإنسان وكيف ساهم كوادرها على اختلاف اختصاصاتهم في بناء هذه المسيرة وبناء الوطن.
وأكد الدكتور محمد اسامة الجبان رئيس جامعة دمشق أن الاحتفال اليوم هو تجديدا للعهد والمبادئ، هو احتفال للإعلان عن الالتزام بقيم الجامعة وأهدافها رغم إدراكهم لحجم التحديات للحفاظ على العلم.
وأشار الجبان بأن جامعة دمشق تضم اليوم 90 اختصاص في المرحلة الجامعية الأولى و200 اختصاص في مرحلة الدراسات العليا و7 مشافي جامعية ومدرسة للتمريض. مبينا أهمية الاستمرار في التقدم وفقا لشعار الجامعة الذي سارت عليه مئة عام وهو الآية الكريمة ( وقل ربي زدني علما) والذي ستستمر عليه في مئويتها الثانية. فاليوم هو بداية لمرحلة جديدة من التقييم الذاتي لما تم إحداثه وما يتم العمل عليه.
اختتم الاحتفال بتكريم عدد من الشخصيات المؤثرة في بناء الإنسان والمجتمع من أبناء جامعة دمشق والخريجين الأوائل، منهم الفنان الكبير دريد لحام والدكتور محمد إياد الشطي والأستاذ الدكتور محمد رمضان البوطي والأب إلياس زحلاوي والدكتورة سهام علي دانون. وكذلك تم افتتاح معرض للكتب النادرة ومعرض لأساتذة الفنون الجميلة في قاعة رضا سعيد.