شعر وحوار وبوح على عتبات الذاكرة

الثورة – فاتن دعبول:
لم يكن لقاء تقليديا كما هو المعتاد، فلا أجندة تحكمه، ولا محاور يقيّد بوحهم الوجداني، إعلاميان وشاعران قديران اجتمعا على مائدة المحبة والصدق والوفاء، جمعتهم الكلمة المسؤولة والموقف الجاد، فكان لهما ما كان من الشأن والمكانة المرموقة.
ارتأى فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب أن ينهج في فعالياته نهجا جديدا، ويترك للضيوف اختيار محاورهم كما بين د. إبراهيم زعرور في تقديمه للضيوف، وبين أن تجربة الإعلامي والشاعر جمال الجيش، وأيضا تجربة الأديب والإعلامي توفيق أحمد جديرتان بالحوار والاطلاع عليها، وخصوصا أن سنوات طويلة مرت في عملهما وكانت غنية بالتجارب والخبرات والمواقف التي تسجل لهما، ولا يمكن تجاهل تلك القواسم المشتركة التي تجمعهما، وأهمها الانحياز للشأن الثقافي.

تجمعنا مدرسة وطنية واحدة
وبدأ الأديب توفيق أحمد الجلسة بالقول: إذاعة الجمهورية العربية السورية من دمشق، ما يؤكد هذا الوفاء لإذاعة دمشق التي كان شاعرنا منحازا لها وقدم لها من خبرته وجهده سنوات تجاوزت الأربعين عاما، وما يزال برنامجه” أحلى الكلام” يقدم وقد بلغت عدد حلقاته إلى الآن 7400 حلقة، وهو من البرامج التي جمعت بين الشعراء من سورية والبلاد العربية وأيضا الكثير من الشعراء العالميين.
يقول: يجمعني بالإعلامي والشاعر جمال الجيش الكثير من المشتركات، فنحن أصدقاء وأخوة نكتب الشعر، وقد امتهنا الإعلام لحوالي 40 عاما والشعر أكثر من ذلك، وعشنا كل تفاصيل الإعلام، وكنا معا زملاء مهنة وأصدقاء شخصيين، وأعتقد أننا من مدرسة واحدة، مدرسة تنوير وتبصر ومدرسة ابتعاد عن التعقيد وقبل كل شيء من مدرسة وطنية متجذرة بالشعر الذي ننتمي إليه، كما ننتمي إلى كل القيم الإنسانية العالية.
الثقافة بوصلتنا

ولكن بماذا يبوح الشاعر؟
يقول: الشاعر يبوح بمكنوناته، وهذه المكنونات هي تراكمات وتفاصيل الحياة وما يراه في المجتمع، وهي ما يعتلج في نفسه وفي داخله، وهذه جميعها قد تنصهر كلها في لحظة ما، ويأتي سبب ما لينهض بهذه المكنونات من أعماق الضمير والوجدان والنفس، ليصبح قصيدة على الورق.
ويضيف: دخلت إلى الإعلام حبا بالإعلام، لكن دخلت منحازا إلى الثقافة، لأني قبل أن أجتاز المرحلة الثانوية، كنت قد قرأت 800 كتابا، ووظفت كل ما أملكه من ثقافة في العمل الإعلامي على مدى زمن طال حتى بلغ أربعين عاما، وما تزال هذه الذكريات تسكن روحي، وأشعر بالحنين إليها.
لقاء المحبة والصدق

وبدوره وجد الإعلامي والشاعر جمال الجيش في هذ اللقاء الحواري الشعري طابعا خاصا وخصوصية تكمن في أمرين اثنين، أولهما أنه بصحبة صديقه توفيق أحمد، والأمر الآخر للعنوان غير المسبوق، لقاء المحبة البوح والمكاشفة، فيه الشعر والحنين والشغف، وهو أيضا أغنية للحياة في مرحلة صعبة جدا نعيشها اليوم بتفاصيلها ودقائقها، الشعر شاهد حميم على كل ما يحدث، ولكن الشعر يبقى رغم الأسى والقسوة نافذة على الأجمل وعلى كل ما نحب ونشتهي.
وعن بوحه اليوم ماذا سيقول؟
يجيب: اعتدت دائما على التفكير بالصوت المسموع في حياتي المهنية جميعها وراء الميكرفون أو وراء الكاميرا، ولم أتعمد مرة في حياتي أن أذهب بأفكار جاهزة ومعلبة، لأني لا أحب الأفكار المغلقة، بل أحب الأفكار التي تولد مع اللحظة، تولد مع الحياة، ومع التفتح والشغف، ولم أفكر ماذا سيدور في هذا اللقاء، وكل ما أعرفه أننا سنقول شيئا صادقا، فأكثر ما يجمعني بالشاعر توفيق أحمد شفافية الريف وبساطته وصدقيته وعفويته.
الشعر .. أغنية الحياة
هذا إلى جانب توقه وشغفه في الحياة وتفاصيلها، واستعداده دائما على تقبل كل شيء جديد، وتقبله لما يمكن أن يكون من مصاعب وتحديات، وقد تميزت وإياه خلال مسيرتنا الإعلامية، وعبرنا برقة وشفافية ومحبة تلك السنوات الطويلة من العمل، ولم نخدش مشاعر أحد، رغم أن عداوة الكار وما يفرضه الوسط من حالة تنافسية تنشأ أحيانا عن البعض، فتولد مشاعر غير ودودة، ومع ذلك كنا نقابلها بالود، ولا نقف عند هذه الصغائر من الأمور.
كما كان الشعر يجمعنا دائما، فمنذ التقيت توفيق أحمد لأول مرة، قدم نفسه، وأسمعني بعض قصائده، وحاولنا معا أن نحرر القصيدة من العلاقة المباشرة والإشكاليات الكبرى التي كان يعاني منها الشعر، فلا فرق أن نكتب قصيدة التفعيلة أو العمودية أو الحديثة، المهم القصيدة الجميلة.
وقد ازدهر الشعر في السبعينات، وهو العقد الأجمل، كنا نتحلق حول أي طاولة في المقصف ونردد الشعر دون الالتفات إلى أي انتماء ديني أو طائفة أو مذهب، فقد اجتمعت الأطياف جميعها على مائدة الشعر بعفوية ومحبة، فكان الشعر يجمع بين القلوب، ويزودها بالعلاقات الصادقة.
ذكريات تسكن الروح

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم