الثورة:
يمكن إعطاء دواء مثبت وفعال لهشاشة العظام، والذي لا يتوفر حاليا إلا كحقن، عن طريق الفم باستخدام «حبوب روبوتية» جديدة،
حيث يعتقد أن هذه الدراسة توفر أول دليل سريري على التسليم الآمن والناجح لعقار هشاشة العظام (تريباراتيد) من خلال حبوب روبوتية تؤخذ عن طريق الفم، والبيانات من هذه الدراسة مشجعة للغاية وينبغي أن تعطي الأمل لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب حقنا مؤلمة، مثل هشاشة العظام.
وعندما يبتلع الشخص الحبة الروبوتية، فإنها تتحرك عبر المعدة سليمة، وفي الأمعاء، تطلق الحبوب الروبوتية الجديدة بالونا ذاتي الانتفاخ مع إبرة دقيقة تحقن الدواء من دون ألم.
فان الأمعاء لا تستجيب للألم عند الحقن، لذا فإن الحقن غير مؤلم، وتذوب الإبرة بسرعة، ويتم امتصاص الدواء، بينما تنكمش آلية التوصيل ويتم تمريرها بأمان إلى خارج الجسم.
الحبة الروبوتية، هي في الأساس حاقن آلي قابل للبلع على شكل حبوب، مصممة لتوصيل الدواء بأمان وكفاءة كحقنة معوية غير مؤلمة.
وقيمت الدراسة استجابة 39 امرأة يتمتعن بصحة جيدة للحبة الروبوتية المعروفة باسم (RT – 102)، والتي تحتوي على جرعة من عقار تريباراتيد. (PTH 1 – 34)
و«تريباراتيد»، هو شكل اصطناعي من هرمون الغدة الدرقية الطبيعي للإنسان، وكان قيد الاستخدام السريري لعقود من الزمن كدواء عن طريق الحقن، تحت الاسم التجاري (فوريتو)، لإعادة بناء العظام الهشة لمرضى هشاشة العظام، ويتم تناوله كحقنة يومية لمدة تصل إلى عامين.
وتم تقسيم المشاركين في الدراسة إلى ثلاث مجموعات، تلقت مجموعتان إما جرعة أقل أو أعلى تم تسليمها باستخدام الحبوب الروبوتية، وتلقت المجموعة الثالثة حقنة قياسية من «تريباراتيد»، ثم تم استخدام التصوير «الفلوروسكوبي» لتتبع الحبوب الروبوتية من خلال الجسم وخارجه، وتم قياس تركيزات الدواء في عينات الدم التي تم جمعها على مدى ست ساعات.
ووجدت الدراسة أن التوافر البيولوجي (قدرة الجسم على امتصاص الدواء واستخدامه) للعقار الذي يتم تسليمه بواسطة الحبوب الروبوتية كان يضاهي أو أفضل من الدواء المعطى عن طريق الحقن.
فان هذه التقنية المتطورة لتحويل الحقن إلى أقراص عن طريق الفم هي خطوة مهمة نحو إنهاء عبء الحقن المؤلمة لملايين المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.