ناصر منذر
فور انتهاء هدنة الثلاثة أيام، تجددت الاشتباكات بين طرفي النزاع في السودان اليوم، وسط تحذيرات أممية من حدوث كوارث إنسانية محدقة، حيث أصبح الحصول على السلع الأساسية عملية شاقة في ظل استمرار المعارك الدائرة على الأرض.
وبحسب موقع روسيا اليوم الالكتروني، فإن سماء الخرطوم شهدت تحليقاً مكثفاً للطائرات الحربية المقاتلة التابعة لسلاح الجو السوداني، حيث قصف أهدافاً تابعة لقوات الدعم السريع بمنطقة بحري شمالي الخرطوم، وتم سماع دوي أصوات أسلحة ثقيلة في الناحية الغربية من العاصمة.
وبحسب الموقع فإن الاشتباكات تجددت منذ الساعات الأولى بعد نهاية الهدنة شمال أم درمان، فيما سمعت أصوات انفجارات بالقرب من مدينة الفتيحاب حيث تصاعدت أعمدة الدخان من عدة مناطق.
في الأثناء قال القيادي بقوى الحرية والتغيير، رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير إن (مجموعات من قوات الدعم السريع ما زالت تستحوذ على منازل المدنيين وهو ما يخالف التعهدات الواردة في اتفاق جدة).
من جانبه اتهم قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، (الجيش السوداني بإشعال الفتنة، من خلال تسليح أبناء القبائل في مدينة الجنينة في ولاية دارفور).
وقال حميدتي، في خطاب مسجل نشره عبر حسابه على (تويتر)، إنه (يمتلك أدلة ومعلومات بشأن تسليح الجيش لأبناء القبائل لإشعال حرب قبلية في الإقليم)، مشيراً إلى اتصالات مكثفة تجريها قوات الدعم السريع لتهدئة الأوضاع في المدينة وكشف ملابسات حادثة اغتيال والي غرب دارفور وفق تعبيره.
على التوازي حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى جنوب السودان نيكولاس هايسوم، من صرف الانتباه عن الأحداث الجارية، قائلاً إن الصراع في السودان يظهر مدى السرعة التي يمكن أن تتلاشى بها مكاسب السلام.
وقال نيكولاس في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي إن تأثير الصراع (ينتشر على جبهات متعددة)، مع فرار أكثر من 117000 امرأة وطفل ورجل إلى جنوب السودان، حيث تتواصل الاشتباكات العنيفة أيضاً.
وأكد أن قدرة الحكومة والمنظمات الإنسانية على استيعاب الوافدين الجدد – 93 بالمئة منهم من جنوب السودان العائدين إلى البلاد (تواجه ضغوطاً) نظراً لمحدودية الموارد المحلية الكثافة السكانية في المدن الحدودية.
وأوضح هايسوم أن الصراع، الذي اندلع في منتصف نيسان يأتي تتويجا لأشهر من تصاعد التوترات بين قادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وأنه ألقى بظلاله على اقتصاد جنوب السودان الهش بالفعل، مبيناً أن (الانقطاع المفاجئ للواردات من السودان جعل الحصول على السلع الأساسية عملية شاقة بالنسبة للأفراد العاديين في جنوب السودان، وفي حال توقفت صادرات نفط جنوب السودان عبر ميناء السودان البحري الرئيسي (بورتسودان)، فإن تأثيره على اقتصاد الدولة المعتمد على النفط سيكون مدمراً).
وتدور منذ 15 نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تركزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع العسكري.
السابق
إحباط عملية إرهابية بمسيرات أوكرانية على أهداف بموسكو بوتين: صواريخ (سارمات) الثقيلة تدخل الخدمة
التالي