ريم صالح:
هي حكاية الجولان العربي السوري المحتل، حكاية الصمود والاستبسال في الميدان، حكاية السوريين المقاومين، والمتشبثين بأرضهم، وهويتهم، وانتمائهم لوطنهم الأم سورية، حكاية اليوم كما كانت حكاية الأمس القريب، والبعيد أيضاً.
درس جديد في المقاومة يلقنه أهلنا في الجولان السوري المحتل للكيان الاسرائيلي الغاصب، الذي يحاول وبشتى السبل سرقة ومصادرة المزيد من الأراضي الزراعية لأهلنا الصامدين وقطع مصادر رزقهم، وإن كان هذه المرة تحت ذريعة إقامة “التوربينات الهوائية” والهدف تجريف الأراضي وتخريبها تمهيدا للاستيلاء عليها ونهب خيراتها.
ما يسمى مشروع “التوربينات الهوائية” من شأنه إقامة ٣٢مروحة جديدة تحت زعم توليد الطاقة البديلة في شمال الجولان المحتل، وبالتالي فإنه حتماً سيلحق الضرر ب٤٥٠٠ دونم من أراضي المزارعين السوريين، وتحديداً أبناء قريتي مجدل شمس، ومسعدة.
والمؤكد أن هذا المشروع سيلتهم مساحات واسعة من أراضي أهلنا في الجولان المحتل، كون طول كل مروحة يبلغ ٢٠٠متر، عدا عن الطرقات المؤدية والخارجة من منطقة المشروع، والمساحات التي ستصادر من أجل إقامة منشآت صيانة، ومخازن تخدمه.
عنوان مشروع الاحتلال الإسرائيلي هو “الطاقة النظيفة” ولكن الشيطان يكمن دائماً في التفاصيل، حيث أن هذا المشروع من شأنه مصادرة ماتبقى من أراضي الجولانيين، لحصارهم، وتهجيرهم، والتضييق عليهم، وبالتالي محاولة كسر إرادة الصمود لديهم.
كما أن هذا المشروع من شأنه أن يدر على المحتل الإسرائيلي أرباحاً هائلة، ومكاسب اقتصادية جمة، إذ إن التوربينات المزمع إقامتها ستولد سنوياً ١٥٢ميغا واط من الطاقة لتحقق عائداً تقدر قيمته بما بين “١٥٠و١٦٠مليون شيكل”.
والجدير ذكره أن سرعة كل مروحة تؤمن ٣ميغاوات في الساعة، أي ٣٠٠٠كيلوات، وتكفي ل ١٥٠٠ منزل، علما أن عدد البيوت في قرى الجولان، لا يتجاوز ال٥٠٠٠، أي أن ٥ مراوح تكفي لتأمين الكهرباء لبيوت هذه المنطقة، لو أن القضية قضية كهرباء كما تدعي سلطات الاحتلال الاسرائيلي فقط لا غير.

السابق