منارة العلم

لطالما امتلكت سورية منظومة متكاملة للتعليم العالي تميزت بالعراقة والتكامل والرقي وكلنا سمعنا عن احتفال جامعة دمشق بالمئوية أي بمرور مئة عام على وجودها فهي تعتبر الأولى في المنطقة مع الإشارة إلى أن منظومة التعليم العالي بدأت قبل ذلك التاريخ كمعاهد للطبّ والمعلمين والتي دمجت فيما بعد لتشكل مايعرف اليوم بجامعة دمشق…

يحسب لمنظومة التعليم العالي تخريج ملايين الطلاب من اختصاصات مختلفة كما يحسب لها أنها المنظومة الوحيدة عالمياً التي علمت الفروع العلمية باللغة العربية ،كما كان الأجداد العظام الذين سادوا العالم علمياً فيما مضى وساهموا في حضارة وتطور العالم أجمع…لكن يحسب عليها أنها مؤخراً شهدت تفاوتاً مابين علومها ومتطلبات سوق العمل فالخريج خاصةً من الفروع العلمية يجب أن يتدرب عند ممارسة مهنته التي درسها في الجامعة هذا الأمر ربماعائد لارتفاع عدد الطلاب في الجامعات السورية وعدم القدرة على إعطاء الجانب العملي الاهتمام اللازم لقلّة الإمكانيات وارتفاع عدد الطلاب فنحن نتحدث عن أكثر من ٢٠٠ ألف طالب جامعي سنوياً يتم قبولهم في منظومة التعليم العالي…

تميّزت سياسة القبول الجامعي على مدى السنوات الماضية بأنها تندرج في إطار الدعم الاجتماعي أي تأمين مقعد جامعي لكلّ الحاصلين على الشهادة الثانوية وذلك ضمن مجال مجانية التعليم التي التزمت فيها الدولة السورية ولاتزال رغم أعبائها وتكاليفها الباهظة إلا أنه اليوم ومع تبدل الظروف والأولويات والتقدم العلمي الحاصل والاجتماعي -ربما- أصبحنا بحاجة لأن تلحظ سياسية القبول الجامعي كلّ ماتقدم وتعمل على ايفاد سوق العمل بحاجته من الخريجين مع مراعاة المتطلبات الأساسية والاختصاصات كذلك…

هذه الطروحات ترجمتها الدولة خلال الاجتماع الذي عقد يوم أمس بحضور السيد الرئيس بشار الأسد والذي طرح فيه مجلس التعليم العالي رؤية قطاع التعليم العالي والبحث العلمي للمرحلة المقبلة 2023-2030 بمشاركة الفريق الوزاري المعني.

تقوم هذه الرؤية على العناوين الرئيسية للتعليم العالي التي تنطلق من السياسات التعليمية، وضمناً سياسة الاستيعاب والخارطة التعليمية، والتعليم التقاني، والتحول الرقمي، والتعليم الجامعي الخاص، والبحث العلمي.

الرؤية التي جرى بحثها تضع تلك العناوين وفق واقعها الحالي وتحدياتها والتوجه المستقبلي نحوها ضمن منظور يحدد دور الجامعات في المجتمع والدولة، ويضع برامج العمل المرتبطة بالأولويات ضمن استراتيجية تنفيذية تحقق تلك الرؤية.

في حديثه خلال الاجتماع أكد الرئيس الأسد أن الجامعات بصفتها أداة للتعليم والبحث العلمي هي إحدى أهم أعمدة المجتمع، وأداة رئيسية في تطوره ونمائه لكي ترفع مستواه الفكري والمهني وبالمقابل فإن المجتمع يرفع مستوى الجامعات، ولفت إلى أن مجتمعنا قادرعلى الإنجاز العلمي لكنّه لم ينجح حتى الآن في استثمار الجامعة كأداة لتحقيق هذا الإنجاز.

اعتقد أن هذا الحدث يعتبر فرصة كبيرة لعرض الصعوبات التي تواجه منظومة التعليم العالي أمام سيد الوطن كما أنها فرصة تاريخية لمعالجتها وتذليلها لتبقى سورية منارة للعلم والمعرفة كما كانت على الدوام….

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة