الثورة – همسة زغيب:
أقامت المحطة الثقافية في جرمانا بالتعاون مع فرع ريف دمشق لاتحاد الكتاب العرب وملتقى جرمانا الثقافي محاضرة بعنوان (الإنسان والأسطورة) قدمها الباحث عيد درويش.
الأسطورة هي تجربة الإنسان الماضية في حياته ومحاولته صنع تجربة جديدة يقيم عليها مستقبله، كقصة أو مجموعة من القصص تعود إلى الزمن القديم، ولكنها لا تكون دائماً حقيقية على أرض الواقع، وتتحدث عن أشخاص خارقين وتفسر ظواهر طبيعية مختلفة عن الواقع.
تنتقل الأساطير من جيل إلى آخر فأسطورة الإنسان ما قبل عصر الكتابة استطاعت نقل الماضي إلى حاضر الإنسان المعاصر ومنحته رؤى جديدة للمستقبل، هناك تفسيرات عديدة قدمها الباحثون عن الأسطورة التاريخية والاجتماعية والكونية.
تحدث الباحث عيد درويش عن مفهوم الأسطورة أنها ملحمة أدبية ثقافية تراثية مهمة، صنعتها الشعوب عبر تاريخها الطويل منذ آلاف السنين قبل ظهور العلوم والأديان السماوية، وتختلف طرق سردها فبعضها تسرد بطريقة الشعر أو الروايات تروى إما شفهياً أو مدوّنة، وأما هدف الأساطير هو تقديم درس معين أو لتسلية القراء.
وبين درويش الفرق بين الأسطورة والخرافة التي تعبر عن حالة تجسدها الحكايا الشعبية كنوع من التسلية والجذب والتشويق وهي ذات طقوس لفترة محدودة، وكلاهما ينتشر شفهياً بين الناس.
وقد أعطى الباحث نموذجاً للأسطورة وهو (ملحمة جلجامش) وهي أسطورة عالمية تدرس في معظم جامعات العالم، وهي عبارة عن مزيج بارع من الأسئلة الوجودية المعقدة، والصور الغنية، والشخصيات الديناميكية، وتدور حول كائن ثلثيه إله وثلثه بشر حيث كان نتيجة تزاوج ما بين الآلهة والإنسان وتطرح هذه الأسطورة رؤية للحياة والخلود في زمن معين.
كتبت ملحمة جلجامش بالخط المسماري، وهو أقدم أشكال الكتابة المعروفة في العالم. ويمكن العثور على الخيوط الأولى لسرد جلجامش في خمس قصائد سومرية، وتشمل النسخ الأخرى تلك المكتوبة باللغات العيلامية والحثية والحورية. إن النسخة الأكثر شهرة هي النسخة البابلية القياسية، المكتوبة باللغة الأكادية.
وفي الختام أكد الباحث أن الأسطورة عالم واسع يتضمن كل مجالات الإبداع، وقدمت للبشرية معارف كبيرة وكانت دليلاً على وعي الإنسان في جميع المجتمعات.