الثورة _ رولا عيسى:
بأي حال عدت ياعيد.. وأغلب الأسر غير قادرة على شراء أبسط مستلزمات العيد فلا حلويات ولا لباس ولا أضاحي, فكلها طالها الغلاء الكبير حتى غابت عن تفكير الأسرة، وكلّ مايمكن أن يسعى إليه غالبية المواطنين سدّ حاجتهم اليومية من الغذاء والطعام الذي يبدو حتى هذا بعيداً عن متناولهم.
عاد العيد ولم تسمح القدرة الشرائية المتعبة بأن تزور أغلب الأسر الأسواق وتشتري مستلزماتها لتشعر ببهجة العيد وتؤمن أدنى المتطلبات، خاصة الأسر من الدخل المحدود والتي تنتظر الراتب الشهري الضئيل غير قادر على سدّ حاجتها فكلّ شيء ارتفع حتى الحلويات المنزلية لم تعد بمتناول أغلب الأسر لصناعتها.
والتساؤل الذي يطرح نفسه أين عروض ماقبل العيد أو مبادرات التجار والصناعيين؟
وفي دمشق غالباً ماكنا نلحظ مهرجانات تسوق تتزامن مع الأعياد فحتى تلك المهرجانات تراجع حضورها لجهة تقديم العروض.
تقول السيدة رحاب منصور: لقد غابت بهجة العيد بعد أن أصبحت مستلزماته خارج القدرة الشرائية حتى الحلويات المنزلية التي اعتدت على صناعتها في الأعياد لأن تكلفتها قليلة لم تعد في المنال، ليمر العيد شأنه شأن أي يوم آخر ولم أشتر لأبنائي اللباس الجديد فهنالك ارتفاع كبير في أسعارها ضمن الأسواق والمحال التجارية.
أم مهند قالت : اعتدنا على السفر في العيد كونها عطلة وفرصة في الصيف للذهاب إلى القرية ورؤية الأهل لكن ارتفاع أجور النقل حالت دون ذلك فنحتاج أجرة سفر مالايقل 75 ألفاً ذهاباً ومثلها في العودة هذا إضافة عن المصاريف الأخرى لذلك وللعام الثاني نقضي العيد مع أسرتي المؤلفة من خمسة أشخاص دون السفر.
في المقابل تتحدث الأوساط السياحية عن قدوم كبير للزوار من الخارج في فترة العيد و حجوزات كاملة في الفنادق و الشاليهات وفي المناطق الساحلية والجبلية السياحية لكن أغلبها قدوم خارجي.
والخبيرة في الاقتصاد المنزلي ميرنا السفكوني رأت أن القدرة الشرائية تراجعت لأغلب الأسر و منعتها هذا العام من توفير أدنى المستلزمات حتى حلويات العيد باتت صناعتها في المنزل مكلفة جداً فأقل كيلو حلوى يكلف أكثر من ٦٠ ألف ليرة وهذا ما تعجز الأسرة عن تأمينه فكيلو الدقيق وصل ٨ آلاف ليرة و السكر أكثر من ٩ آلاف والسمن أكثر من ٣٠-٤٠ الف ليرة والجوز وصل لأكثرمن ٨٥ ألف ليرة ناهيك عن بقية المكونات من الحليب مثلاً الكيلو بـ ٥ آلاف ليرة.
ورأت الخبيرة أن أغلب الأسر فيما مضى كانت تدخر المال ليوم العيد لشراء مختلف الحاجات لكن اليوم لم تعد تلك الأسر قادرة على سدّ حاجتها اليومية لذلك كيف يمكن أن تدخر أو تحتاط لأيام أخرى.
أحد بائعي الحلويات قال: إن لا إقبال كبير في دمشق على شراء الحلويات وأغلب الأنواع المطلوبة هي الأقل سعراً حيث وصل سعر الكيلو من المعمول ١٠٠-150 ألف ليرة و البقلاوة بين ٢٠٠-٢٥٠ الف ليرة حتى المشبك وصل إلى أكثر من 23 ألفاً، مبيناً أن تكاليف التصنيع كبيرة وأسعارها ارتفعت على المنتج من أجور يد عاملة وكذلك ماتحتاجه الحلويات من مكونات إضافة لارتفاع تكاليف الحصول على الطاقة اللازمة لتحضير الحلويات من غاز أو مازوت لزوم الأفران، مبيناً أن إنتاجه اليومي وبيعه للحلويات تراجع بشكل كبير و يقتصرعلى بعض الزبائن والشراء بالقطعة، والأمرمرتبط بضعف القدرة الشرائية للمواطن بسبب تراجع دخله.