أزمة النقل المقلوبة

أزمة النقل المستشرية في هذه الأيام ربما يكون لها بعض الأسباب الموضوعية، إن كان لجهة النقص في المشتقات النفطية، أم لجهة النقص في الحافلات والوسائل النقلية المختلفة نتيجة ما فرضته فعلياً حالة الحرب والعقوبات الجائرة والحصار، ولكن ثمة أسباب أخرى ساهمت في تفاقم هذه الأزمة، أسبابٌ لا علاقة لها بالحرب ولا بالعقوبات ولا بالحصار، لأنها ناجمة بالأساس عن الافتقار للتنظيم، وسوء التقدير، وقلة الاكتراث، وعدم الاهتمام.

أزمة الركاب الأشد صعوبة تكون غالباً على تلك الخطوط التي تربط بين القرى والمدن، وبين الضواحي السكنية والمدن الرئيسية في جميع المحافظات، فهذه الخطوط ما تزال متروكة لأمزجة السائقين، وهي -على الأغلب – لا تتوافق مع مصلحة الأغلبية العظمى من المواطنين، لظروف تُفاجئ السائقين أحياناً، وأخرى لتلذّذهم بتنكيد المواطنين وتكديرهم.

ففي الوقت الذي يكون الازدحام على أشدّه ما الذي يدفع بسائقي بعض الحافلات المخصصة لنقل الركاب من المرور أمام جمهرة الازدحام ويرفضون العمل برفع يدهم أمام الركاب ليُشيروا إلى أنهم خارج الخدمة..؟!

الذوق الخدمي الحضاري كان يتطلب منهم -على الأقل- الابتعاد عن تلك الجمهرة، ويستغنون عن رفعة يدهم التي تتبعها عشرات الدعوات لها بالشلل أو الكسر..!

ليس مُضطراً أي من السائقين لأن يحظى بهذا الغضب كله، ولكن يبدو أنه يتقصّدُ ذلك عمداً فيحظى بتلك الأمنيات.. ومعه حق من جهةٍ قاتمة، وهي أن أحد لا يقوم بتنظيم عمله، فهو متروك لضميره ووجدانه الذي قد يغيب كثيراً.

كان من المُفترض أن يخضع أولئك السائقين إلى نظام عمل محدّد يُلزمهم بتقديم أفضل الخدمات، وهذا أمر -أثبتت الوقائع- أنه لا يمكن أن يكون من تلقاء نفسهم، إذ لا بد من رقابة صارمة على عملهم، غير أن مثل هذه الرقابة ما تزال غائبة، فلا أنظمة ولا قوانين ولا أعراف واضحة يمكن أن تضمن تقديم مثل هذه الخدمة بشكل لائق، ولا ندري ما الذي يمنع -مثلاً- من تعيين مراقبين على تلك الخطوط، عند بداية كل خط ونهايته، على أن يحظوا بكامل الصلاحيات التي تمكّنهم من التصرّف واتخاذ القرارات التي تصب في تحسين الخدمة، كأن يقرروا -مثلاً- إرسال السرافيس والحافلات المكدّسة صباحاً في المدينة تنتظر ركاباً- ولا ركّاب في هذه الأوقات – إلى القرى والضواحي على أن يعودوا بركاب من (جمهرة الازدحام) هناك، نحو المدينة بأجور نقل مضاعفة باعتبارهم عادوا فارغين من المدينة لإنقاذهم، والعكس صحيح عند الظهيرة وما بعدها، فالسرافيس والحافلات تتكاثف في القرى والضواحي تنتظر ركاباً إلى المدينة ولا ركاب، إنها معادلة عكسية دائماً، ومخصصة لنا نحن الفقراء البائسين المرهونة تنقلاتنا بهذا النمط، فمن غير المعقول الإبقاء على هذا التناقض.. الركاب في مكان.. يُعانون وينتظرون، ووسائط نقلهم في مكان آخر، لتتضاعف الأزمة في هذه الدائرة اليومية المفرغة، ولا حل في مثل هذه الحالة – على ما نعتقد- سوى بإعمال العقل واختباره عبر مراقبة الخطوط بجدية، والسماح لحافلات النقل بقلب المعادلة عبر الاتجاه مباشرة إلى بؤر الازدحام ونقل الركاب بأجر مضاعف لمن يريد، والقصد من ذلك توفر وسائط النقل في الزمن والمكان المناسبين، ما يساهم إلى حد كبير في إنهاء تلك الأزمة التي ما تزال داشرة بلا تنظيم ولا إشراف من أي أحد..! والمصيبة هنا لا يمكن الاستعانة بتكسي أجرة نظراً لبعد المسافات، والتي باتت أمام الرواتب الحالية -ما شاء الله- مسافات ضوئية لا يمكن مجاراتها.

آخر الأخبار
افتتاح أول فرن مدعوم في سراقب لتحسين واقع المعيشة " التنمية الإدارية" تُشكل لجنة لصياغة مشروع الخدمة المدنية خلال 45 يومًا تسويق  72 ألف طن من الأقماح بالغاب خطوط نقل جديدة لتخديم  5  أحياء في مدينة حماة مستجدات الذكاء الاصطناعي والعلاجات بمؤتمر كلية الطب البشري باللاذقية تحضيرات اللجنة العليا للانتخابات في طرطوس الوزير الشيباني يبحث مع رئيسة البعثة الفنلندية العلاقات الثنائية تناقص مياه حمص من 130 إلى 80 ألف م3 باليوم تحضيرات موتكس خريف وشتاء 2025 في غرفة صناعة دمشق وزارة الخزانة الأمريكية تصدر الترخيص 25 الخاص بسوريا .. رفع العقوبات وفرص استثمارية جديدة وتسهيلات ب... مجلس الأمن يمدد ولاية قوة "أوندوف" في الجولان السوري المحتل إعلام أميركي: ترامب يوقع اليوم أمراً تنفيذياً لتخفيف العقوبات على سوريا عودة مستودعات " الديسني" المركزية بريف بانياس تكريم الأوائل من طلبة التعليم الشرعي في التل انعكس على الأسعار.. تحسن قيمة الليرة السورية أمام الدولار "الاقتصاد".. منع استيراد السيارات المستعملة لعدم توافق بعضها مع المعايير ١٥ حريقاً اليوم ..و فرق الإطفاء في سباق مع الزمن لوقف النيران الشيباني يبحث مع وفد من“الهجرة الدولية” دعم النازحين وتعزيز التعاون "السودان، تذكّر" فيلم موسيقي عن الثورة والشعر ٥٢ شركة مشاركة... معرض الأحذية والمنتجات الجلدية ينطلق في حلب