“تشاينا ديلي”: تخبط موقف أميركا بشأن اليونسكو يثير التساؤلات

الثّورة – ترجمة رشا غانم:
وافقت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة(اليونسكو) من جديد على إعادة قبول الولايات المتحدة كعضو بعد انسحابها في عام 2017، وستصبح عضوية الولايات المتحدة رسمية بمجرد قبول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلنكن أو نائبه الدعوة، وفقاً للبيت الأبيض.
هذا وتتسم العلاقة بين الولايات المتحدة واليونسكو بتاريخ من الإنكار، الانسحابات، وإعادة الارتباطات، فقد انسحبت الولايات المتحدة سابقاً في عام 1984 من المنظمة وأعادت التحاقها بها عام 2003.
في عام 1945، تأسست اليونسكو كجزء من الهيئة الثقافية العلمية والتربوية للأمم المتحدة في عالم ما بعد الحرب، واليوم تضم المنظمة 193 دولة عضو، دون الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، وعلى الرغم من سيطرة الولايات المتحدة على أوروبا ما بعد الحرب، فقد اعتقدت الولايات المتحدة بأنّه يمكن لها أن تستخدم المنظمة كأداة لتخطف التعاون الدولي في التربية والعلوم والثقافة والذي يعني لواشنطن التربية والعلم والثقافة الغربية بقيادة الولايات المتحدة، وبطبيعة الحال، بدأت الاختلافات الأيديولوجية والصدامات الثقافية بين الشرق والغرب في الظهور، فخلال الحرب الباردة من عام 1947 إلى عام 1991، واجهت اليونسكو انتقادات من واشنطن بزعم تأثرها بالمصالح السوفييتية.
عندما يتعلق الأمر بالثقافات، فما يشار إليه اليوم باسم الأمريكيين لم يكن موجوداً بشكل جدي قبل القرن الثامن عشر، وعندما اعتمدت اليونسكو الاتفاقية المشهورة بشأن حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي في عام 1972، شعرت الولايات المتحدة بالإحراج فقد اختفت حضارات الأزتك والمايا والإنكا والهنود الأصليون، في حين أن أوروبا وآسيا- بما في ذلك الشرق الأوسط والجنوب وجنوب شرق آسيا-تعتز بحضارتيهما القديمتين، ولا عجب أن الولايات المتحدة لديها 24 موقعاً فقط للتراث الثقافي لليونسكو.
في حين أن إيطاليا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا- التي تقل مساحة أراضيها مجتمعة عن ربع مساحة الولايات المتحدة – لديها أكثر من 230 موقعاً.
وفي عام 1984، وبسبب “سوء الإدارة والتحيز ضد الغرب”، انسحبت الولايات المتحدة في ظل إدارة رونالد ريغان من اليونسكو، والانسحاب ليس الكلمة الصحيحة، ربما لا يمكن للولايات المتحدة في الواقع مغادرة الأمم المتحدة، لذلك قامت بلوي ذراع اليونسكو مالياً حتى تم تلبية مطالبها بالكامل.
علاوة على ذلك، كان لدى إدارة ريغان أسباب قوية لتوقع خروج الولايات المتحدة منتصرة قريباً في الحرب الباردة (وهو ما فعلته) والاقتراب بشكل مهدد من روسيا والصين (وهو ما تفعله من خلال تمديد الناتو شرقاً).
لذا فكرت لماذا تعطي المال لأعدائها الثقافيين؟.. فبعد ما يقرب من عقدين من الغياب، انضمت الولايات المتحدة إلى اليونسكو في عام 2003.
ومن المفارقات أن سبب تغيير الرأي هو نفسه تماماً سبب انسحابها من اليونسكو في المقام الأول، حيث الكثير من المشاعر المعادية للولايات المتحدة في اليونسكو.
ومنذ ذلك الحين، شنت الولايات المتحدة تدخلات عسكرية في العراق والصومال وليبيا وسورية والعديد من الدول الأخرى، في الواقع، وبعد الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة في 11 أيلول 2001، قررت واشنطن غزو أفغانستان أولاً ثم العراق، وربما إيران، واعتُبر تمويل اليونسكو للأغراض السلمية خطوة إستراتيجية لإقناع العالم بأن مواقع التراث الثقافي لن تتضرر، وبدلاً من ذلك ستكون محمية من “الإرهابيين”.
عادت التوترات إلى الظهور من جديد خلال إدارة باراك أوباما في عام 2011 عندما اعترفت اليونسكو بفلسطين كدولة عضو، ما أثار حفيظة المشرعين الأمريكيين الذين حظروا تمويل أي منظمة تابعة للأمم المتحدة تمنح العضوية لـ “فلسطين”، وانسحبت الولايات المتحدة و”إسرائيل” من اليونسكو مرة أخرى في عام 2018 عندما كان دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وحتى عام 2018، شكلت المساهمة المالية لواشنطن حوالي 22 في المائة أي حوالي 150 مليون دولار من ميزانية اليونسكو.
وبالمقارنة، قدمت الولايات المتحدة في عام 2020 مساعدات عسكرية بقيمة 3.5 مليار دولار ل”إسرائيل”.
وفي 12 حزيران من هذا العام، أبلغت إدارة جو بايدن اليونسكو أن الولايات المتحدة أخطرت رسمياً المدير العام للمنظمة بشأن العودة إلى منظمة اليونسكو في تموز 2023، ويبدو وكأنها إعادة دخول طارئة فائقة السرعة، وليس من الواضح في هذه المرحلة ما إذا كانت واشنطن تخطط لدفع خمس سنوات بأثر رجعي من المساهمات المالية الغائبة لليونسكو، أو ما إذا كان يجب تلبية شروط استثنائية لعودة الإمبراطورية.

المصدر – تشاينا ديلي

آخر الأخبار
من واشنطن إلى دمشق... تعاون مرتقب بين سوريا وصندوق النقد الدولي لدعم الإصلاحات  بطاقة 20 ألف متر مكعب .. افتتاح محطة ضخ مياه عين البيضا بحلب بحث تطوير المنظومة الكهربائية وتعزيز مشاريع الطاقة البديلة في حلب  زيارة تكسر الصمت وتمهّد لحوار الممكن بين دمشق و واشنطن  زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة في عيون الإعلام الغربي   الشرع يطرح هذه الملفات على طاولة  ترامب في "البيت الأبيض"  الجهاز المركزي يطور أدوات جديدة لكشف الاحتيال   من واشنطن الشيباني يبشّر السوريين: 2026 عام الانقلاب الكبير! الشرع يلتقي ممثلي المنظمات السورية الأميركية.. ودمشق وواشنطن نحو الشراكة الكاملة  وزيرا سياحة سوريا والسعودية يبحثان آفاقاً جديدة للتعاون كواليس إصدار القرار "2799".. أميركا قادت حملة دبلوماسية سريعة قبيل زيارة الرئيس الشرع الشرع أول رئيس سوري يزور البيت الأبيض بشكل غير متوقع إنشودة الوفاء من مدينة الأنوار إلى دمشق الشآم سوريا تشارك في الجلسة الافتتاحية لمجموعة 77 + الصين في البرازيل إغلاق باب التقسيم: كيف تترجم زيارة الشرع لانتصار مشروع الدولة على الميليشيات؟ الأطباء البيطريون باللاذقية يطالبون بزيادة طبيعة العمل ودعم المربين ملتقى "سيربترو 2025".. الثلاثاء القادم صفحة جديدة في واشنطن: كيف تحوّلت سوريا من "دولة منبوذة" إلى "شريك إقليمي"؟ مكافحة الترهل الإداري على طاولة التنمية في ريف دمشق من "البيت الأبيض": أبرز مكاسب زيارة الشرع ضمن لعبة التوازن السورية