بينما تقلب في ألبوم الصور، وتنظر إلى اللوحة المعلقة على الجدار، على الشاشة الكبيرة الرابضة في صدر الصالون الكبير الأنيق، تتالى المشاهد بألوان أقرب إلى الأزرق الشاحب والرمادي والأبيض فيلم يتحدث عن الذكاء الاصطناعي، لا ترى فيه سوى روبوتات فقد أصحابها السيطرة عليها، تقلب باتجاه قناة أخرى، ندوة عن الذكاء الاصطناعي وأثره على الفن….
حين فتحت الفيس بوك فوجئت بأحد المستنيرين الذين يهتمون بالجوانب الروحية وإرشاد البشر للارتقاء بحياتهم، يبسط مخاوف مريديه من الذكاء الاصطناعي.
تلك الأخبار المتزايدة القادمة من الغرب والتي تحدثنا عن كلّ ما يمكن للذكاء الاصطناعي القيام به، تجعل الكثير من الأعمال التي نقوم بها والمهام التي نتعلمها بلا معنى، هناك من بإمكانه القيام بها في ثوان وبإتقان أكبر، والتحديثات متسارعة ولن تقف عند حدّ.
عدت الى ألبوم الصور وتلك اللوحة المتقنة، شعرت للحظة أنني انتقلت إلى زمن بعيد حين كان الانسان هو الذي يتسيد المشهد، صحيح أن البشر هم الذين صنعوا الروبوتات واليوم خائفين منها، ولكن أرباب العمل والصناعين لن يـضعوا في أولوياتهم المشاعر، بل ما يهمهم هو مدى اتقان تلك الروبوتات للعمل.
لن يقول الروبوت هذه أكرهها، وتلك أحبه يبرمجه رب العمل كما يريد تماماً، و سترهق البشر المقارنة، وفي لحظة قد ينأى الكثير منهم عن تلك المقارنات غير المجدية، إلا أن أهم ما يمكنهم القيام به، هو البحث عن أعمال لا يمكن للذكاء الاصطناعي القيام بها، ماهي ماهية تلك الأعمال ربما سنحتاج وقتاً قبل أن نقرر.