ليس غريباً بالنسبة لنا نحن السوريين ماشاهدناه في تورينتو على مدى أيام تحت عنوان:”الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينتو” حيث كان هناك فعاليات ثقافية غنية من افتتاح معرض صور فوتوغرافية تحاكي الوردة الشامية والحرف المرتبطة بها، وعرض الفيلم الوثائقي “قسم سرياكوس”، وأمسية أدبية للمؤرخ الدكتور سامي مبيض، وأمسية موسيقية بعنوان: “قصيدة إلى الوردة ” بقيادة المايسترو باغبودريان بمشاركة موسيقيين ومغنين من سورية وإيطاليا، إضافة إلى مؤتمر التراث الثقافي “جسر السلام”.
هذا الحدث بأهميته يؤكد أن السوريين القابضين على جمر الحياة يطوفون العالم بإبداعهم وعطاءهم اللامحدود، فرغم سنين الحرب القاسية التي مرت لايزال السوري يحفر اسمه في كل مجالات الحياة سواء بالفن أو التراث أو الثقافة أو التشكيل.. إلخ.
ماشهدناه منذ أيام يستحق التوقف عنده والحديث عنه، ففي كل مرة تظهر سورية كما عهدناها، شامخة أبية معطاءة، مشهد يجعلنا نقف لنتأمل هذا التاريخ العابق بالحضارات والتراث والفن الأصيل.
مشهد يجعلنا متأكدين أن الغد المشرق قادم لامحال، فهو الغد الذي لم يتمكن أحد من التحكم به عبر الأزمان، كيف لاوسورية الوطن الذي يتربع قمة الوجود، امتداد الروح والخفقة بين النبضة والنبض يشعر ويتألم ويفرح ويبقى الحب معرشاً على أهداب روحه، كيف لا والسوريون يصنعون الأفعال لا الأقوال، يزرعون ويحصدون، ينجزون ويتقدمون من أجل قدسية الأرض والإنسان وغد سيصنعونه بأهداب العيون وشغاف القلب.