الثورة – ديب علي حسن:
قرأت بحزن واسى ما كتبته الأستاذة نهلة السوسو عن حوار اجري مع روائية لا تعرف من تاريخ الوطن شيئاً وربما من تاريخ الإبداع.. قد لا يكون مطلوباً أن تكون ملماً بالكثير من المعارف ولكن على الأقل أن تحضر معلومات عن أمر تتعامل معه في عملك.
بكل الأحوال ليس الامر جديداً ولا مفاجئاُ ولكنه يصدم المتابع حين يسوق له من يجب الا يفعل.
لقد استطاع مسوقو الجهل الفني والأدبي والمعرفي أن يقدموا جيلاً من المسطحين الذين يظنون أنهم فعلاً مبدعون .. وأدى الإعلام المشبوه دوراُ كبيراً في ذلك لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي التي اغدقت الألقاب على الجميع وأصبح من لا يفك الحرف يمنح الآخرين لقب دكتور.. ومن لا يعرف القراءة ينشر رواية..
ومن باب الصراحة المطلقة علينا أن نعترف أن الكثيرين ممن يعملون في مجال النقد الأدبي يساهمون في هذا التردي والانحطاط الفكري.
منذ خمسة عشر عاماً وربما أكثر ارسل أحدهم وهو عضو مجمع اللغة العربية في دمشق أرسل مقالاً من صفحتين… في المقال أكثر من ٢٠ خطأ لغوياً… حين ناقشته بالأمر.. كان جوابه الصادم استاذ جامعي في الفيزياء…
وما علاقتي باللغة العربية… ولكنك عضو مجمع اللغة العربية..؟ نعم… ولكن عن الفيزياء…؟ مع أن المجمع من أرقى وانقى المؤسسات الثقافية والعلمية ولكن هناك من تسلل إليه.. فكيف بمشهد إبداعي وإعلامي وثقافي يدير الكثير من مفاصله من لا يتابع ولا يقرأ
في هذا المشهد ( الخبيصة) الكل مسؤول عما يجري ولا أحد خارج دائرة المسؤولية.. بدءاً من المدرسة إلى الجامعة التي يتخرج طلابها لكنهم لا يعرفون غير ملخصات تباع في المكتبات وربما أساتذة جامعيون لا يطورون مهاراتهم ومعارفهم..
الكل يريد شهرة سريعة والكل يسعى إلى نجومية يظن أنه يحققها…
لقد تغيرت مقولة ( العملة الجيدة تطرد الرديئة وصارت العملة الرديئة تطرد الجيدة ..).
ترى : هل هذا جانب من جوانب القبح في كل ما نعيشه.. هل هو تلوث الحياة بكل ما فيها… وكيف الخلاص مما نحن فيه…؟