الثورة – ناصر منذر:
تصعد قوات الاحتلال الإسرائيلي جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، وسط دعم أميركي لا محدود، وغياب أي مساءلة أو محاسبة دولية، الأمر الذي يشجعها على مواصلة ارتكاب تلك الجرائم، حيث استشهد فجر اليوم الشاب بدر سامي ربحي المصري (19 عاما)، وأصيب ثلاثة آخرون بالرصاص الحي، والعشرات بالاختناق بالغاز السام، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، عقب اقتحام المستوطنين مقام يوسف.
وبحسب وكالة وفا، فقد اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المنطقة الشرقية، من عدة محاور باتجاه شارع عمان، لتأمين اقتحام المستوطنين لمقام يوسف، كما أغلقت شارع عمان بالسواتر الترابية.
وزارة الصحة الفلسطينية أكدت بدورها استشهاد شاب متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال، إضافة إلى إصابة ثلاثة مواطنين وصفت حالة اثنين منهم بالخطرة، تم نقلهم إلى مستشفى رفيديا.
وقال مدير مركز الإسعاف والطوارئ بالهلال الأحمر في نابلس أحمد جبريل، إن قوات الاحتلال منعت مركبة إسعاف الهلال الأحمر من الوصول إلى طفله رضيعة (12 يوما) أصيبت بالاختناق بالشديد بالغاز في منطقة الضاحية، وتم التوجه لها على الأقدام لتقديم العلاج اللازم لها، كما أصيب نحو 30 فلسطينيا بالاختناق.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال استهدفت بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، مركبة إسعاف، أثناء نقلها لمريض قرب مخيم بلاطة، ما أدى إلى كسر زجاجها الأمامي.
واقتحم مئات المستوطنين مقام يوسف وسط حماية مشددة من قبل قوات الاحتلال.
كما اندلعت مواجهات بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال عند مدخل بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، وذلك بعد إغلاق مدخل البلدة منذ عدة أيام. فيما اندلعت مواجهات أخرى في بيت لحم أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص وقنابل الغاز السام المسيل للدموع والصوت صوب الشبان، قبل أن تعتقل أربعة شبان من المدينة.
كذلك أصيب مواطن بجروح ورضوض، واعتُقل 4 متضامنين أجانب، خلال اعتداء قوات الاحتلال على عائلة الهريني من مسافر يطا جنوب الخليل، بينما كانت تحتفل بنجاح ابنها في الثانوية العامة.
يأتي ذلك في وقت جرفت فيه قوات الاحتلال، مئات الأشجار في منطقتي الهردش، وأبو طي شرق بلدة ترقوميا، حسب وكالة وفا، التي أشارت إلى أن سلطات الاحتلال جرفت مئات أشجار الزيتون واللوزيات، ودوالي العنب، في منطقة الهردش تقدر مساحتها بخمسمئة دونم في تلك المنطقة.
كما جرفت مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين في منطقة أبو طي شرق بلدة ترقوميا، واقتلعت الأشجار ومعرشات العنب.
يشار إلى أن منطقة الهردش تعرضت لاعتداءات متكررة من المستوطنين، من تقطيع للأشجار وإحراقها، ومحاولة الاستيلاء عليها، ومنع الفلسطينيين من الوصول إليها، بهدف التوسع الاستيطاني.
على التوازي، اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
وأفادت وكالة وفا بأن مستوطنين اقتحموا “الأقصى” على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية، تركزت في المنطقة الشرقية من المسجد.
ويشهد المسجد الأقصى يوميا عدا الجمعة والسبت، سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين بحماية قوات الاحتلال في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على الحرم القدسي الشريف وتقسيمه زمانيا ومكانيا.
وإزاء جرائم الاحتلال المتواصلة، فقد طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بالتدخل لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته، وتوفير الحماية الدولية، وخاصة للقدس والأقصى وباقي المقدسات.
وأدانت الخارجية في بيان اليوم نقلته وكالة وفا اقتحام قوات الاحتلال ومستوطنيه فجر اليوم مدينة نابلس بالضفة الغربية، والذي أسفر عن استشهاد الشاب بدر المصري وإصابة العشرات، مبينة أن اقتحامات المستوطنين وقوات الاحتلال للمدن والبلدات وللمسجد الأقصى والمواقع الأثرية والتاريخية في الضفة الغربية وعمليات هدم المنازل والمنشآت تندرج ضمن مخطط استعماري توسعي يهدف لتقويض أي فرصة لتجسيد دولة فلسطين على الأرض بعاصمتها القدس، ما يستدعي مواقف دولية جدية لإجبار الاحتلال على وقف جميع إجراءاته أحادية الجانب.
التالي