الثورة- تقرير فؤاد الوادي:
حذّر قادة الانقلاب العسكري في النيجر، من أي تدخل مسلح في بلادهم مؤكدين أنهم “سيدافعون بحزم عن الوطن”.
وتأتي هذه التحذيرات بالتزامن مع استعداد قادة دول غرب أفريقيا للاجتماع في العاصمة النيجيرية، أبوجا، اليوم الأحد، في قمة طارئة، للبت في اتخاذ إجراءات أخرى للضغط على الجيش لاستعادة “النظام الدستوري”.
ويناقش قادة المجموعة الوضع السياسي والتطورات الأخيرة في النيجر خلال القمة الاستثنائية، التي دعا إليها الرئيس بولا أحمد تينوبو، رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية.
ويمكن لقادة دول المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) المكونة من 15 عضواً، والاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا المؤلف من ثمانية أعضاء، تعليق عضوية النيجر في المنظمتين، واستبعاد البلاد من البنك المركزي الإقليمي والسوق المالية وإغلاق الحدود.
وجاء في بيان صادر عن مكتب الرئيس التشادي، إن تشاد، الجارة الشرقية للنيجر، والتي ليست عضواً في المنظمتين الإقليميتين، تلقت دعوة لحضور قمة إيكواس.
وقبل القمة المرتقبة، أصدر قادة الانقلاب العسكري في النيجر بياناً عبر شاشات التلفزيون الرسمي، حذروا فيه من أي تدخل عسكري في بلادهم.
واعتبر المتحدث باسم المجلس العسكري أمادو عبد الرحمن أن “الهدف من اجتماع (إيكواس) هو الموافقة على خطة عدوان ضد النيجر من خلال تدخل عسكري وشيك في نيامي، بالتعاون مع دول أفريقية أخرى غير أعضاء في إيكواس وبعض الدول الغربية” حسب تعبيره.
وتابع: “نريد أن نذكر مرةً أخرى، المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، أو أي مغامر آخر، بعزمنا الراسخ على الدفاع عن وطننا”.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعلنت، أمس السبت، أنّ فرنسا تعلق “كل أنشطتها لتقديم مساعدة تنموية ودعم للموازنة” للنيجر بعد الانقلاب العسكري ضد الرئيس محمد بازوم.
وذكرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، أنّ الأزمة في النيجر تثير المخاوف الفرنسية بشأن إمداداتها من اليورانيوم من البلد الأفريقي.
ومطلع العام الحالي أفاد موقع “آر. أف. آي” الفرنسي، بأنّ بلدة أرليت في شمالي النيجر، تُركت غارقةً في 20 مليون طن من النفايات المشعة، بعد إغلاق منجم لليورانيوم تديره شركة “أورانو” الفرنسية.
يُشار إلى أنّ باريس ركّزت، بعد انسحاب قواتها من مالي، استراتيجيتها الجديدة تجاه أفريقيا على النيجر، وذلك بهدف تنفيذ أهدافها الجيوسياسية في غربي أفريقيا.
وتحتل النيجر المركز الرابع عالمياً في إنتاج اليورانيوم، وتغطي 35% من الاحتياجات الفرنسية من هذه المادة، وتساعد محطاتها النووية على توليد 70% من الكهرباء.
وتضمّ النيجر أيضاً قواعد عسكرية فرنسية، ونحو 1500 جندي فرنسي وكانت باريس قد أنهت عملية “برخان”، وسحبت قواتها من مالي بضغطٍ من المجلس العسكري في باماكو، ونقلتها إلى النيجر.