الثورة – المحرر السياسي ناصر منذر:
منذ تأسيسه قبل نحو 78 عاماً وحتى اليوم، وانطلاقا من القيم والمبادئ التي حملها رجالاته في وجدانهم وضمائرهم وناضلوا لأجلها سنوات طويلة أثبت الجيش العربي السوري أنه سياج الوطن المنيع، يدافع عنه بكل شجاعة وإباء، ويقدم التضحيات الجسام كي يبقى الوطن عزيزاً شامخاً، وتبقى راياته عالية خفاقة، وأثبت أيضاً التزامه المطلق بقضايا الأمة العربية العادلة وإصراره على الدفاع عن كرامتها وعزتها وتصديه لجميع المؤامرات الاستعمارية التي استهدفت وجودها وكيانها.
من جديد يجسد الجيش العربي السوري في معركته التي يخوضها اليوم ضد الإرهاب وداعميه المبادئ والقيم التي حملها منذ تأسيسه بالدفاع عن الوطن، والحفاظ على وحدته ولحمته الوطنية، وصون كرامته في مواجهة المشاريع التي تسعى للنيل من الدولة السورية وقرارها الوطني المستقل.، فعظمة جيشنا ومهامه الجسام التي يحملها ويعمل على تنفيذها بما يمليه واجبه الوطني والقومي تأتي من عقيدته الراسخة وإيمانه الكبير بضرورة الحفاظ على كل حبة من تراب الوطن، وتأتي أيضاً من صلابة رجاله لأنهم أبناء هذه الأرض، بتاريخها وعراقتها وحضارتها، وتربُّوا على حب الوطن، والتضحية في سبيل عزته وكرامته.
ومن خلال إنجازاته المتلاحقة بتصديه للإرهاب، أثبت جيشنا الباسل للعالم أجمع بأنه الرقم الصعب في المعادلات العربية والإقليمية والدولية لاسيما وأن المعارك التي يخوضها ضد الإرهابيين وداعميهم اليوم تهابها أكبر الجيوش في العالم، ولذلك وضعت الولايات المتحدة وأتباعها في الغرب الاستعماري العديد من الخطط لمحاولة إضعافه وشل قدراته، ووظفت كل خبراتها القتالية والاستخباراتية وأساليبها في الحرب النفسية، ولكن مشاريعها العدوانية كلها تهاوت أمام عزيمة وعقيدة هذا الجيش، وتمسكه الراسخ في الحفاظ على كل شبر من تراب الوطن مهما كلفه ذلك من تضحيات.
إنجازات الجيش العربي السوري لم تقتصر على الدفاع عن حياض الوطن فقط، وإنما شملت الدفاع عن قضايا أمتنا العربية أيضاً، مستمداً قوته من ثقة الشعب به، والتفافه حوله، فحقق الانتصارات تلو الأخرى، وكان له الدور الأكبر في تكريس النهج القومي الذي تتمسك به سورية، وتجلى ذلك في حرب تشرين التحريرية التي جاءت تأكيداً لإرادة الإنسان العربي وقدرته على تحقيق النصر، وقدم أيضاً قوافل الشهداء على أرض لبنان في سبيل الحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، حين دافع جنودنا الأشاوس عن هذا البلد الشقيق وأحبطوا فتنة الحرب الأهلية عام 1975 وتصدوا للاجتياح الإسرائيلي للبنان وردوه على أعقابه في عام 1982 الأمر الذي مهَّد فيما بعد لإنجاز التحرير عام 2000 وإفشال عدوان الكيان الإسرائيلي عام 2006، وكان قبل ذلك قد شارك في صد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وهو مستمر اليوم في معركته الوطنية والقومية لتحرير كل شبر أرض عربية احتلها الغزاة الطامعون، سواء في الجزيرة السورية أو في الجولان ولبنان وفلسطين.
الوقائع والتجارب الحية على الأرض تؤكد أن الجيش العربي السوري بأدائه المتماسك وجاهزيته العالية وإصراره على إعادة الأمن والاستقرار إلى كل شبر من أرض الوطن بعد تطهيره من رجس الإرهاب، فإنه يواصل سيره على نهج الأجداد والقادة الأوائل ويعيد أمجاد الانتصارات التي حققها رجالاته، وإن دماء شهدائه الطاهرة التي روت أرض الوطن لن تذهب سدى بل ستكتب قصة نصر جديدة وحكاية شعب يأبى الضيم ويرفض الهزيمة والخذلان.