حديثنا اليوم .. ليس عن المستثمر ورأس المال الجبان الذي إذا أعطيته شمس الامتيازات في يمينه، وقمر التسهيلات في يساره، سيبقى جباناً بكل ما للكلمة من معنى، وإنما حديثنا اليوم عن رأس المال الوطني الشجاع الذي استطاع في ظروف الحرب والحصار إنجاز مشروع عملاق وضخم “بقيمته” ضمن البرنامج الزمني المحدد له.
هذا ما جرى مؤخراً بالمحطة الجديدة لتوليد الكهرباء في مدينة بانياس، وهذا ما أكد وأثنى عليه وأشاد به السيد الرئيس بشار الأسد خلال زيارته إلى المحطة التي أصبحت في المراحل الأخيرة من إنشائها، وإلى الشركة السورية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية التي أنشئت حديثاً في اللاذقية بخطوط إنتاج متطورة لتصنيع اللواقط اللازمة لإنشاء منظومات الطاقة الشمسية، بقوله “رأس المال الجبان لا يمكن أن يكون وطنياً.. لو كان رأس المال جباناً ما كنا بنينا بهذه المحطة في هذا الظرف.. فلا يجوز أن يكون رأس المال الوطني إلا شجاعاً وهذا نموذج مهم جداً كي تقدموه، خلال أسابيع أو شهر أو شهر ونصف يبدأ إنتاج الكهرباء وتنعكس على الناس، وعلى كل أوجه الحياة التي نعيشها اليوم”.
نقاط التميز هنا كثيرة ومتعددة منها القيمة الكبيرة للمحطة على الرغم من صغر حجمها نوعاً ما، وسير كل شيء بحسب الزمن المخطط له، والدخول القوي وغير المسبوق للمستثمر الوطني على خط إنتاج الكهرباء من الطاقة التقليدية ـ الأحفورية حيث تعد هذه المحطة باكورة التعاون والمشروع الاستثماري الأول من نوعه بين القطاع العام والخاص في هذا الميدان، وهذا والكلام هنا للرئيس الأسد “تجربة جديدة لكن بكل تأكيد تجربة رائدة من كل النواحي، وخاصة لأول شراكة حقيقية بين العام والخاص في مشاريع كانت تعتبر لفترة طويلة هي مشاريع إذا لم تقم بها الدولة لا يمكن لأحد أن يقوم بها، وهذا يؤكد دائماً أن القطاع الخاص حين يكون فعلاً وطنياً فهو قادر أن يدعم الدولة وبالتالي ينعكس على المواطنين”.
نعم هناك رأس المال جبان حتى ولو حاول البعض تلطيف هذا المصطلح وتجميله واستبداله بتعبير آخر يعتقدون أنه أكثر دقة، فيقولون عنه أنه “رأس المال حكيم”، وهناك رأس مال وطني شجاع، ومستثمر وطني أكثر من شجاع.. نقطة انتهى.