” أمة إقرأ تقرأ” وليس صحيحاً ما يتردد في الإحصاءات والدراسات التي تظهر بين الحين والآخر بأن الشعوب العربية هي الأقل قراءة، وأن القراءة ليست في أولوياتها، فما نشهده اليوم من فعاليات ومسابقات وورشات عمل حول أهمية القراءة يؤكد أننا نحرص الحرص كلّه على تداول الكتاب، ليس قراءة وحسب، بل دراسة وتحليلاً وتلخيصاً لاستنباط المعلومة التي يجود بها الكتاب.
وبالطبع من يعود بالذاكرة ليس بعيداً إلى تحقيق الطفلة شام البكور المركز الأول في مسابقة” تحدي القراءة” يدرك ما تسعى إليه بلادنا من نشر ثقافة القراءة بين شرائح المجتمع كافة، ابتداءً بالأطفال وليس انتهاءً عند عمر معين، فايقونة الثقافة تزهر في مراحل العمر كافة، وتؤتي ثمارها في محطّات الحياة مهما كانت التحديات كبيرة.
وهنا لابدّ من التأكيد على دور المنابر الثقافية بأشكالها كافة في تعزيز التواصل والتعاون بين الشباب ،من خلال ما تقدّمه من فعاليات ثقافية وفنية وتعليمية تشجع على الابتكار والإبداع وتكرّس قيم الثقافة والانتماء ورفع مستوى الوعي الثقافي لدى الشباب والأطفال على وجه الخصوص.
واليوم يستعد طلابنا لتحد جديد في مسابقة” تحدي القراءة” يتنافسون على بوابات المعرفة من خلال قراءة خمسين كتاباً، وينهلون من مصادر المعرفة الحقيقية بعيداً عما تدسه وسائل التواصل الاجتماعي في الكثير من معلوماتها التي لا تمت للحقيقة بصلة، والتي تسعى أيضاً إلى غزو يخترق قيمنا وثقافتنا وقبل كلّ شيء تغزوهويتنا وانتماءنا.
وهذا بالطبع يضع بناة الأجيال أولاً ومن ثم الأسرة أمام مسؤولياتهم في العمل على توجيه الأطفال والشباب إلى جعل الكتاب خير جليس ورفيق الدرب، ولا يمكن تجاهل دور المكتبة المدرسية وضرورة تفعيلها والتشجيع على زيارتها من خلال التعريف بها وما تضم من حقول معرفية تحرض الطلاب على تداول الكتاب والاطلاع على كنوزه التي لا تنضب.
جميعنا يدرك أننا مستهدفون في ثقافتنا وحضارتنا وقيمنا، ومهمتنا اليوم بناء العقل وتشكيل الذات الواعية القادرة على حراسة نفسها من أفكار هدّامة تحاول أن تشوه القيم وتفكك المجتمع، والكتاب هو الحصن الآمن.