في رحيـــــل الفنانـــــــة ليلــــــى نصيـــــــر ..الوجــوه والأجسـاد وتحولاتهـا التعبيريـة

الثورة- أديب مخزوم :
خسرت الأوساط الفنية والثقافية الفنانة الكبيرة ليلى نصير ( 1942- 2023) التي استحقت لقب سيدة الفن التشكيلي السوري، وهذا ما أكده الفنان والناقد أسعد عرابي في كلمته التي نشرت في الكتاب الذي أصدرته غاليري أيام في دمشق، خلال عام 2008 حيث قال: «علينا بالاعتراف تاريخياً بأنها الفنانة الرائدة الأولى الجديرة بالاهتمام في بواكير ستينيات حداثة المحترف المحلي»..
ولقد أحاط الكتاب من خلال اللوحات المنشورة بصفحات كاملة، بتنويعات تجاربها الطويلة، التي ترجع لأكثر من نصف قرن .. ويمكن اعتباره أيضاً بمنزلة سيرة ذاتية، وهو يتضمن بعض صورها منذ أيام طفولتها، ويحتوي على مجموعة متنوعة من لوحاتها القديمة والجديدة، والتي تستوحي فيها الإشارات التاريخية، في خطوات التعبير عن عالم المرأة والوجوه وصولاً إلى الإمساك بشاعرية المشهد الخيالي، الذي يفيض غرابة وطراوة ونضارة .. إضافة لاحتوائه على بورتريهات شخصية ومجموعة من الرسومات السريعة، التي تختصر الأجساد الإنسانية بأقل ما يمكن من الحركات الخطوطية العفوية والتلقائية.
والكتاب يعرفنا على مختلف المراحل التي سجلت تحولات تجربتها الطويلة، فمن طريقة الرسم الواقعي بأقلام الرصاص (دراسات أكاديمية) إلى اعتماد التقنيات الطباعية «المينوتيب» إلى استخدام خليط المواد المختلفة في اللوحة الواحدة «ميكست ميديا» مروراً بالرسم الزيتي والشمعي والباستيل.. ووصولاً إلى تحديد أشكالها وعناصرها بخطوط رصاصية، وإضفاء فسحات لونية شفافة تستفيد من بياض اللوحة الذي يصبح داخلاً في اللعبة البصرية في السياق التكويني و التلويني.


ومن خلال هذا التنوع الأسلوبي والتقني، وصلت إلى لوحة فنية حديثة، عكست قدرتها في المجاهرة بالأزمنة التشكيلية، في دلالاتها التعبيرية والرمزية والواقعية والخيالية والأسطورية، الشيء الذي يفتح نصوص مساحات لوحاتها على احتمالات تعبيرية وجمالية غير محدودة وغير متناهية.
ونصوص الكتاب وأيضاً لوحاتها القديمة تؤكد ارتباطها منذ بداياتها بإنسانية الإنسان في معاناته اليومية، وهي قبل أي شيء كانت تحمل هاجس التجديد والبحث .. وهكذا كانت تجدد ألوانها أو تغير في مناخاتها، وحركاتها بين لوحة وأخرى، من دون أن تخرج عن المناخ الفني العام المشحون بالانفعال الداخلي والزمن المضطرب والمتوتر.
واللافت في العديد من لوحاتها هو التشكيل الهندسي، الذي عالجت من خلاله في قسم من لوحاتها الوجوه والأجساد، ووصلت إلى حدود الرسم التكعيبي في بعض اللوحات .. وهذه الطريقة أعطت متانة معمارية للعناصر المرسومة عبر خطوط اتبعت حركة الدوائر وأنصاف الدوائر والزوايا والمثلثات والخطوط المستقيمة، وكان الهدف الخروج عن النمط الاستهلاكي والتجاري، والبقاء في إطار البحث الفني التشكيلي على الصعيدين التكويني والتقني.

آخر الأخبار
مرحبة بقرار "الأوروبي" رفع العقوبات.. الخارجية: بداية فصل جديد في العلاقات السورية – الأوروبية روبيو يحثُّ الكونغرس على اتخاذ خطوات تشريعية لجذب الاستثمارات إلى سوريا الشيباني: قرار "الأوروبي" رفع العقوبات سيعزز الأمن والاستقرار والازدهار     في ذكرى رحيلها .. وردة الجزائرية أيقونة الفن العربي الأصيل الاتحاد الأوروبي يقرر رفع العقوبات عن سوريا.. د. محمد لـ "الثورة": انتعاش اقتصادي مرتقب وتحولات جيو... دمشق  عمرانياً  في  تشريح  واقعها   التخطيطي  السلطة  السياسية  استبدت  بتخطيط   خرب   هوية   المدين... رش المبيدات الحشرية مستمر في أحياء دمشق  مجلس تنسيق أعلى سوري – أردني..الشيباني: علاقاتنا تبشر بالازدهار .. الصفدي: نتشاطر التحديات والفرص  مشروع استجرار مياه الفرات إلى حسياء الصناعية للواجهة مجدداً  شحنة أدوية ومستلزمات طبية من "سانت يجيديو" السورية للتجارة تتريث في استثمار صالاتها  أسعار السيارات تتهاوى.. 80 بالمئة نسبة انخفاضها في اللاذقية .. د. ديروان لـ"الثورة": انعكاس لتحرير ا... الفواكه الصيفية ..مذاق لذيذ بسعر غال..خبير لـ"الثورة": تصديرها يؤثر على أسعارها والتكاليف غالية   لقاح الحجاج متوفر في صحة درعا  إصلاح خط الكهرباء الواصل بين محطتي الشيخ مسكين – الكسوة تطوير المهارات للتعامل مع الناجين من الاحتجاز القسري  تحديات صحية في ظل أزمات المياه والصرف الصحي.. "الصحة " الترصد الروتيني ونظام الإنذار المبكر لم يسجل... مدير تربية اللاذقية: أجواء امتحانية هادئة "فجر الحرية".. 70عملاً فنياً لطلاب الفنون بدرعا مبادرة أهلية بحماة لترميم مدرسة عبد العال السلوم