الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
يروى أن غوته كان مصاباً بما يشبه الهوس وظل يعاني من ذلك حتى كتب آلام فرتر فعاد إلى بعض من حالته النفسية الجيدة.
وقريباً من ذلك كان يعبر نجيب محفوظ ،فالكتابة عنده ولادة ولا خلاص من مخاضها إلا بولادة العمل الأدبي.
ثمة كثير من قصص الكتاب والشعراء في هذا المجال أحوال ولادة العمل الأدبي أو الفني ..ومن ثم السؤال عن جدواه وإلى أين يصل بنا ..
فأي عمل أدبي أو إبداعي لا قيمة له إن لم يترك أثراً ويغير وقائع الحياة..
الكتابة ليست حبراً على ورق بل فكر ورسالة موجهة، وقد عبر عن هذا أحمد عبد المعطي حجازي في قصيدته لمن نغني :
كلماتنا مصلوبة فوق الورق
لمّا تزل طينا ضريرا، ليس في جنبيه روح وأنا أريد لها الحياة، وأنا أريد لها الحياة على الشفاه تمضي بها إلى شفة، فتولد من جديد!
يا من يصمّ السمع عن كلماتنا أدعوك أن تمشي على كلماتنا بالعين، لو صادفتها كيلا تموت على الورق أسقط عليها قطرتين من العرق، كيلا تموت فالصوت إن لم يلق أذناً، ضاع في الصمت الأفق.
هذا الجزء الثاني من ملفنا عن جدوى الكتابة ولماذا نكتب حاولنا من خلاله أن نسبر الكثير من الآراء..وكلها كانت تصب في حقل أخضر ندي ..الكتابة فعل حياة ومقاومة.
العدد 1156 – 22-8-2023