الثورة – سلوى إسماعيل الديب:
عشق الشعر صغيراً، وأبدعه كبيراً، حصل على الجائزة الذهبية بمسابقة الوفاء الشعرية في محافظة الرقة 1995عن قصيدته”يا أميراً وانتظرنا”، وحصل على براءة تقدير عن قصيدته”من وحي التصحيح” في مسابقة شعرية عام 1997، إنه الشاعر الراحل محمد خضر الشاهين، يحتفي أصدقاؤه في الذكرى الأربعين لوفاته،بتسليط الضوء على مناقبه وإنجازاته.. سنورد بعض ما ورد فيها:
رثاه صديقه الشاعر محمد بدر علي من سيدني في استراليا بقلب مفطور من الألم ألقاها نيابة عنه الشاعر محمود حبيب عيسى أشار فيها للخبر الرهيب الذي تلقاه، فيقول:
محمدُ راحَ في سَفَرٍ بعيد فَوجهُ الفَقْدِ مُسْوَدٌّ قطوبُ
لهُ الرحمنُ يرحمُهُ مَلِيَّا وربُّكَ يومَ ندعوا يستجيبُ
وأشار الأديب عيسى إسماعيل لموهبة الشعر التي حبى الله الشاعر بها، ولعودة صداقتهم لعشرين عاما سلفت ، كانوا في المناسبات الوطنية والقومية يستعينون به لينشد قصائده التي كانت تطربهم وتقوي من عزيمتهم، أضاف عيسى: كان الراحل عاشقاً لأوزان الخليل مولهاً بالقصيدة العامودية التي أسماها القصيدة العربية الأصيلة، كانت قصائد الراحل طويلة من البحرين القويين البسيط والكامل، شعره واضح من السهل الممتنع فيه صور بديعة وبيان صاف وفكر دقيق.
اما الشاعر حبيب ناصر فتحدث عن اجتماع الشعراء دائما على مائدة الموت وليس على مائدة الحياة، فيقول: إن الراحل شاهين كالقصيدة الصوفية تطرب كلما قرأت نفسها
أنتَ محمودُ مسكُ عطرِ رياضٍ روضةً أستظلّها غنّاءَ
أما الناقد محمد رستم فقال:لأن فقيدنا طاهر القلب واليد واللسان فكلما كان رحم الكلمة نقياً جاءت القصيدة طاهرة معافاة ، كان الراحل ذا موهبة حارة وملكة نبيهة والشعر كما يراه نداء روحي يفيض من الذات الشاعرة المفعمة بالأحاسيس النبيلة، لذا فقد مضى يترجم أدعيات الحلم فتتبرعم المواسم .
لقد استطاع بموهبته وخوابي ذاكرته أن يسرج كبرياء الحرف ويروض أعنة الهمسات فجاء شعره دافئاً مطرزا على شراشف الضوء..
أما الشاعر يونس يوسف فقال مودعا صديقه الأديب :
كمثل محمدٍ استاذ علمٍ نقي الفعل وضاح الجمالِ
ولو عُدّت مكارمهُ لفاقت بتعدادٍ لها هِممَ الرجالِ
لنبكي راحلاً ملأ الليالي فعالاً لا تغادر اي بالِ
به كَبُرت شعيرات الأماني وفاض بأرضها كرم الحلالِ
وكان للمحامي الشاعر أحمد الديب، مشاركة فيها دمعة حزن أشاد فيها بالراحل وإنجازاته الأدبية.
أما صديق عمره ورفيقه الشاعر محمد عباس، فقد رثاه بكلمات ممزوجة بالغصة والدمعة، ليقول: أناجيك من القلب بكل ودّ ومزيج أسى وحبّ
ألمَّ الطيف ما بعد المساء وسرَّ النفس وعد باللقاء
وناجاني مافي ذاك وهم وذكّرني كرام الأصغياء
وكان للشاعر ذو الفقار الخضر مشاركة في وداع الشاعر قال فيها:
شعيرات الهوى تبكي وتنعي لشاعرها وقد فاضت حنينا
محمدّ نجلُ شاهين المعالي غدى في تربها جسداً دفينا
“إن الحياة سراب”عنوان القصيدة التي ألقاها الدكتور عبد اللطيف عيسى في تأبين الراحل شاهين:
أرض الشعيرات عنها غاب شاعرها بنقلة، قمّـــة الجــــــوزاء مقتحمـــاً
وصار يزهــو مضيئاً فــي تألقـــــه كما زها نجم قطب في السَّما وسما..
أخيراً: حضر الحفل حشد من الأدباء والشعراء ووجوه المنطقة.
الشاعر محمد خضر الشاهين من مواليد الشعيرات ١٩٤٧ حصل على الشهادة الجامعية ١٩٧٧ ونظم أول قصيدة في عام ١٩٦٥ إثر توقيع اتفاقية سد الفرات بعنوان “يا فراتي” و قصيدة “شهادة الوفاء للقائد الخالد حافظ الأسد”، من أهم قصائده دمشق و قصيدة العولمة وقصيدة أوزرويس يبحث عن يوم صحو في هذا الواقع العربي الغائم.. الشاعر عضو برابطة الخريجين الجامعيين في حمص، شارك بالعديد من أمسيات اتحاد الكتاب العرب في حمص..

السابق