الثورة – آنا عزيز الخضر:
لعل الحرب التي أرخت بأوزارها وتبعاتها على الإنسان السوري ، أشد وطأة وقسوة مما تركته أيام السفر برلك في الماضي، فكان الشبه كبيرا، وكانت أوضاعا اجتماعيّة واقتصاديّة مترديّة، عاش الناس فيها أقسى أشكال المأساة من جوع وحرمان وعوز وقهر .
وقد عادت تلك الأيام من جراء الحرب ، التي أرخت بأهوالها على سورية من كل حدب وصوب، كل ذلك كان ضمن عوالم عرض.. وهو «عرض تخرّج» بعنوان « سفر برلك- أيام الجوع» من إخراج الدكتور “عجاح سليم” حيث سبق أن أخرج نفس النص للكاتب “ممدوح عدوان” سابقا، كان العرض محطة مفصلية ل( ١٩ ) طالباً من طلاب قسم التمثيل من الجامعة العربية الدولية، وذلك على خشبة مسرح الحمراء بدمشق .
اغتنى العرض بكثير من الأحداث ، التي صورت مقاربات و تواريخ تراث وواقع راهن، بأسلوب فني متتوع وغني ،حمل بين تفاصيله تلونا، فيه المعاصرة والتراث، فيه الماضي والحاضر ، فيه الحزن والأمل ، رغم كل شيء في رهان على طاقة الإنسان السوري وتحديه للظروف الصعبة،
حيث حمل العرض تلك المؤشرات بأجوائه الدرامية وأساليبه ومستوياته المختلفة بشكل عام ، فكان هناك استعراض وأغان وأهازيج رغم البكائيات مدللا على التحدي.
كل ماقدم في العرض على جميع المستويات، أشار الى جهد مبذول في كافة الاتجاهات.. أدائيا ،دراميا، إخراجيا وتقنيات فنية.. عن هذا الجانب تحدثت مدربة الصوت ندى العبدلله قائلة:
اشتغلت مع الطلبة على مهاراتهم الصوتية، من خلال تمارين التنفس، والتحمية، والصوت لتطوير أصواتهم، بحيث يتمكنون من الأداء بشكل مسموع على خشبة مسرح الحمراء.
كان هناك صعوبة تتعلق باللهجة، ومخارج الحروف ، حاولنا أن نركز على هذه النقطة لإيضاح كلامهم أثناء إلقائهم الحوار باللهجة المحلية، ولكن لم يتمكن جميع الطلاب من تحقيق هذه المهمة بشكل كامل،
كما عملنا على طريقة أداء المونولوجات بحيث تحافظ على توجهها الحسي والمعنى مع المحافظة على وضوح الكلام ،وعدم الإغراق بالانفعال كالبكائية وغيرها، فالمبدأ الأساسي هو بناء الفعل الداخلي لدى الممثل، والانطلاق من المعنى والابتعاد عن الكليشيهات الميلودرامية، التي قد تكون فخا لمثل هذا النوع من العروض.
كانت مهمتنا توجيه الطلاب للتفكير والعمل ضمن هذا المبدأ تحديدا، والحفاظ على التوازن المطلوب بشكل دائم، وقد تم تحقيق نتائج جيدة ومرضية على أرض الواقع.