الثورة – دمشق – عادل عبد الله:
لفت مدير عام الهيئة العامة لمستشفى دمشق “المجتهد” الدكتور أحمد عباس لـ “الثورة” إلى أهمية عمل الكوادر الطبية والتمريضية والفنية في المستشفى والمساهمة في تحقيق أفضل الخدمات للمرضى بمختلف التخصصات.
وأوضح أنه ومن خلال جهود كوادر المستشفى تمت معالجة حالة نادرة جداً لشاب ثلاثيني لديه ورم مطرس شعري وقد نُشرت الحالة وعلاجها في مجلّة مُحكّمة عالمية، مؤكداً أن هذه الحالة الثانية التي تنشر للأمراض الجلدية في مجلة عالمية بعد نشر حالة سابقة في مجلة أكسفورد العالمية.
وأشار الدكتور عباس إلى أن ورم المطرس الشعري يعتبر ورماً جلدياً نادر الحدوث حميد وبطيء النمو ينشأ من مصفوفة بصيلات الشعر ويصيب الأطفال بنسبة عالية والأعمار فوق ٥٠ عاماً والإناث أكثر عرضة للإصابة، وعادة يكون هذا الورم انفرادياً ويظهر بشكل شائع في الوجه والرقبة والجذع العلوي، في حين يعتبر كيس الصفن موقع نادر جداً لتواجده، وصفه “مالهيربي” أول مرة عام ١٨٨٥ ويطلق عليه أحياناً ورم “مالهيربي الظهاري المتكلس”.
وأثنى على جهود الكادر الطبي المكون من اختصاصية الأمراض الجلدية بالمستشفى الدكتورة هدى الأصيل، والدكتور عبد الله عمر، والدكتور سامر الضرف، والدكتور عمر السامرائي.
وفي تفاصيل الحالة بينت الدكتورة الأصيل أنه راجع مستشفى دمشق العيادة الجلدية المريض (٣٢) عاماً بشكوى رئيسية وجود كتل متعددة على كيس الصفن، وفي البداية لم تكن هذه الآفات واضحة لأن المريض لديه إعاقة عقلية وصعوبة نطق.
وأوضحت أنه من خلال سوابق المريض لديه عملية استئصال كتلة الصفن منذ ١٥ عام قبل مراجعة المستشفى، وعدم وجود تاريخ عائلي، وأضح بسبب الحالة النفسية والسلوكية، وليس لديه أي شكاية سابقة من ألم أو حمى مرتبطة بالورم، كما لم يلاحظ فقدان في الوزن أو الشهية في الفترة السابقة.
وأضافت أنه من خلال التشخيص والعلاج، اشتبه بداية الأمر وجود كيس دهني في الصفن ولأن المظاهر السريرية غير قادرة على التمييز بين ورم المطرس الحميد والخبيث، لتبدأ عملية الاستقصاءات والإجراءات الطبية بإجراء خزعة لتكشف وجود أعشاش للخلايا القاعدية، والخلايا الشبحية، مع وجود مناطق تكلس وسط خلايا الظل، وهذا يتوافق مع ورم المطرس الشعري.
حيث أجري للمريض عملية جراحية واستئصلت جميع الآفات العقدية، ثم إجراء فحص نسيجي لتتطابق النتيجة مع الخزعة، وبسبب تجاهل المريض وقلة الوعي والتثقيف الصحي وبعض المشكلات التي واجهت العائلة منعتهم من إجراء فحوصات طبية إضافية.
وفي نتيجة العمل الجراحي بينت الدكتورة الأصيل أنه تخرج المريض من المستشفى من دون ذكر أي مضاعفات جانبية مع توصيات صحية، وطلب زيارة المريض للعيادة الجلدية لتقييم تطور الحالة لكن للأسف لم يتجاوب ذوو المريض على الرغم من محاولات التواصل المتكررة.
وسلطت الضوء بأنه يبقى الوعي والثقافة الصحية لدى أغلب المرضى وذويهم أساس العلاج وتفادي الكثير من المشاكل الصحية التي قد تحل في وقت مبكر قبل تفاقمها، ويصعب تداركها فيما بعد، لذلك ننصح جميع المرضى عدم التغافل أو التهاون في أي حالة تظهر وعليهم مراجعة القطاع الصحي المتخصص بأسرع وقت ممكن.
