الثورة – ترجمة محمود اللحام:
أثارت تصريحات الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ بأن الحرب في أوكرانيا لم تبدأ في عام 2022، وإنما بدأت في عام 2014، الكثير من الجدل.
في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ستولتنبرغ (متحدثًا باسم الناتو) أن “الحرب لم تبدأ في عام 2022”.
لقد فتح البيان الجريء الذي ألقاه ينس ستولتنبرغ (الذي لم يحظ بأي تغطية إعلامية تقريباً) صندوق باندورا نيابة عن التحالف الأطلسي.
ما يؤكده هو أن بداية الحرب في أوكرانيا تزامنت مع انقلاب برعاية الولايات المتحدة، وهو ما أكدته المحادثة الهاتفية التي أجرتها فيكتوريا نولاند مع السفير الأمريكي بيات في شباط 2014.
بعد هذه الحقيقة الحاسمة، فإن إعلان أن “الحرب بدأت في عام 2014” ، لم يعد الناتو قادراً على الادعاء بأن العملية العسكرية الروسية الخاصة في 24 شباط 2022 تشكل، من وجهة نظر قانونية، “غزواً”.
فتصريح ستولتنبرغ الملتوي بأن المادة 5 من معاهدة الأطلسي يمكن التذرع بها كوسيلة لإعلان الحرب على روسيا، لم يعد ذلك صحيحاً.
يذكر أن “المادة 5 من معاهدة الأطلسي – بند الدفاع الجماعي” الذي ينص على أن الهجوم على دولة عضو واحدة هو “هجوم على جميع أعضاء الناتو”. المادة 5 هي عقيدة الدفاع عن النفس الجماعية لحلف شمال الأطلسي.
و”تتفق الأطراف على أن أي هجوم مسلح ضد واحد أو أكثر منهم في أوروبا أو أمريكا الشمالية يعتبر هجوما ضدهم جميعا”.
وفيما يتعلق بالتذرع بالمادة الخامسة فيما يتعلق بروسيا، فقد ذكر ستولتنبرغ مبرراً أو ذريعة كاذبة في مقابلته مع صحيفة واشنطن بوست.
وإذا تم استحضار المادة الخامسة، فإن هذا من شأنه أن يعجل حتماً بالعالم إلى سيناريو الحرب العالمية الثالثة، والتي تتألف من حرب تشارك فيها الدول الثلاثون الأعضاء في حلف الأطلسي، وأغلبها أعضاء في الاتحاد الأوروبي.
إن الآثار القانونية المترتبة على تصريحات ستولتنبرغ كبيرة. وفي حديثه نيابة عن الناتو، أقر بأن روسيا لم تعلن الحرب على أوكرانيا في 24 شباط 2022، مما يعني أن الحرب بدأت في عام 2014، بمشاركة مباشرة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي منذ البداية، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ : الحرب في أوكرانيا غيرت الناتو بشكل أساسي، لكن يجب ألا ننسى أن الحرب لم تبدأ في عام 2022. بدأت الحرب في عام 2014 . ومنذ ذلك الحين، نفذ حلف شمال الأطلسي أكبر تعزيز لدفاعنا الجماعي منذ نهاية الحرب الباردة.
وأضاف: لأول مرة في تاريخنا، لدينا قوات جاهزة للقتال في الجزء الشرقي من الحلف، ومجموعات قتالية في بولندا وليتوانيا ودول البلطيق، وفي الواقع جميع المجموعات القتالية الثماني، من بحر البلطيق إلى البحر الأسود، أصبحت قواتنا جاهزة، وتتمتع بزيادة في الإنفاق الدفاعي.
وأكد ستولتنبرغ أيضاً أن نية الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، منذ البداية في عام 2014، كانت دمج نظام النازيين الجدد في كييف كعضو كامل العضوية في الناتو.
ورداً على سؤال كيف يبدو المسار المعقول لعضوية أوكرانيا النهائية في حلف شمال الأطلسي؟، قال ستولتنبرغ: بادئ ذي بدء، يتفق جميع حلفاء الناتو على أن أوكرانيا ستصبح عضواً في الحلف، ويتفق جميع الحلفاء على أن أوكرانيا لها الحق في اختيار طريقها الخاص، وأن القرار ليس بيد موسكو، بل بيد كييف.
وبقدر ما بدأت الحرب ومازالت مستمرة منذ عام 2014، كما أكد ستولتنبرغ، لا يمكن وصف العملية العسكرية الروسية الخاصة بأنها “غزو غير قانوني” (بالمعنى المقصود في المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة)، وتنص على أنه يجب على أعضاء الأمم المتحدة الامتناع عن: “التهديد باستعمال القوة أو استخدامها ضد سلامة الأراضي أو الاستقلال السياسي لأي دولة”.
ومع بدء الحرب في عام 2014، تنطبق المادة 2 على كل من نظام النازيين الجدد في كييف والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الذين كانوا وراء الانقلاب في أوكرانيا.
وما يعنيه هذا من وجهة نظر قانونية هو أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بالنيابة عن نظام النازيين الجدد الذي ترعاه الولايات المتحدة في كييف، وبالتنسيق معه، شنوا بحكم الأمر الواقع حرباً غير معلنة ضد لوغانسك ودونيسك.
ومن الناحية القانونية، لم يكن هذا عملاً من أعمال الحرب ضد روسيا. وكانت تلك العملية التي قادتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عملاً من أعمال الحرب ضد أوكرانيا والشعب الأوكراني.
ونتذكر أن الرئيس بوتين قد حدد عملية عسكرية خاصة (OMS) لدعم الجمهوريتين الانفصاليتين في دونيتسك ولوغانسك. وكان الهدف المعلن هو تجريد أوكرانيا من السلاح وإزالة النازية منها.
حيث تؤكد المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي أشار إليها الرئيس بوتين في خطابه بتاريخ 24 شباط 2022، على ما يلي: ليس في هذا الميثاق ما يخل بالحق الطبيعي في الدفاع الفردي أو الجماعي عن النفس في حالة وقوع هجوم مسلح ضد أحد أعضاء الأمم المتحدة تلتزم SMO الروسية بممارسة الدفاع عن النفس.
وأشار بوتين في خطابه (24 شباط 2022) إلى التهديدات الأساسية التي خلقها السياسيون الغربيون غير المسؤولين ضد روسيا بشكل مستمر ووحشي وغير رسمي، سنة بعد سنة.
وأنا أشير هنا إلى توسع منظمة حلف شمال الأطلسي شرقاً، الأمر الذي يجعل بنيته الأساسية العسكرية أقرب إلى الحدود الروسية على نحو متزايد.
وأن المحافظين الجدد يدعمون النازيين الجدد خلال انقلاب الميدان الأوروبي عام 2014 برعاية الولايات المتحدة هو عمل غير قانوني وإجرامي تدعمه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي.
إن ما أشار إليه ستولتنبرغ ضمناً في مقابلته مع حزب العمال (ربما عن غير قصد) هو أن الحرب في أوكرانيا كانت مبادرة من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وتم تنفيذها مباشرة بعد الانقلاب الأميركي غير القانوني. وكانت حركة “الميدان الأوروبي” المدعومة من الولايات المتحدة في شباط 2014، والتي روجت بعد ذلك لإنشاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) قد بدأت في عام 2014 لقيام النظام النازي الجديد في كييف.
أما الحقائق المروعة فهي مختلفة. والحقيقة المحرمة هي أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي خططا ـ من خلال عملية سرية تم تنظيمها بعناية ـ لتشكيل نظام وكيل بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يضم النازيين الجدد، الأمر الذي أدى إلى إقالة الرئيس المنتخب فيكتور يانوكوفيتش.
بعدها انطلقت حركة EuroMaidan الاحتجاجية في تشرين الثاني 2013 بقيادة كلا الحزبين النازيين، حيث لعب دميترو ياروش من القطاع الأيمن (Pravy Sektor) دوراً رئيساً كزعيم لقوات النازيين الجدد شبه العسكرية، وكان قد دعا إلى حل حزب الأقاليم والحزب الشيوعي.
المصدر – موندياليزاسيون