الثورة – جاك وهبه:
ناقش المشاركون في فعاليات اليوم الثاني للمؤتمر الاستثنائي الخمسين لاتحاد المؤسسات العربية في دول أمريكا اللاتينية “فيا آراب” الذي يقام على مدرج جامعة دمشق، العلاقات الاقتصادية وتسهيل عمليات التبادل التجاري بين سورية ودول أمريكا اللاتينية، وإمكانية تخفيض الرسوم الجمركية أو إلغائها، ومعرفة ما هي الصناعات والسلع التي يمكن أن يتم التعامل فيها عن طريق المقايضة والعكس وغيرها.
وطالب رئيس اتحاد النوادي والمؤسسات العربية “فيا آراب فنزويلا” زياد الحمد بتفعيل الاتفاقيات بين سورية وفنزويلا وعددها نحو 44 اتفاقية سياسية واقتصادية وتعليمية وغيرها لتكون سارية المفعول على أرض الواقع بجدية كاملة، حيث أنها تساهم في دعم البلدين وخاصة أن سورية اليوم بعد الحرب الإرهابية عليها والتي دمرت الاقتصاد السوري بحاجة إلى دعم من السوريين المغتربين من خلال إقامة مشاريع استثمارية تساهم في إعادة إعمارها.
وبين أن هدف “فيا آراب” من هذه اللقاءات مع الجانب السوري هو الخروج بنتائج فورية لتفعيل العلاقات الاقتصادية وتسهيل عمليات التبادل التجاري مع القطاع الخاص بداية ومن ثم يكون التعاون مع الجهات الحكومية.
من جهته بين سفير الجمهورية العربية السورية لدى جمهورية الأرجنتين الدكتور سامي سلامة أن التركيز اليوم سيكون على الصعيد الاقتصادي لأن الزمن حالياً هو للإيديولوجيات الاقتصادية، وأمريكا اللاتينية لا تعترف بالعقوبات الاقتصادية على الدول نظراً لتأثيرها على الشعوب سلباً، إضافة لذلك هي منفتحة للتعامل الاقتصادي مع سورية وأغلب رجال الأعمال الذين جاؤوا إلى سورية للتعاون الاقتصادي وكسر الحصار الاقتصادي.
وأشار إلى أنه خلال الزيارة التاريخية للسيد الرئيس بشار الأسد إلى الأرجنتين عام 2010 تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات لكن الحرب على سورية حالت دون تطبيقها وتنفيذها لكن اليوم سورية عادت إلى موقعها الطبيعي وشهدت المزيد من الأمن والاستقرار وهي قادرة أن تنطلق وتعيد تفعيل اتفاقياتها بما ينسجم مع الواقع الراهن ويتم العمل على ذلك ضمن توجيهات السيد الرئيس والحكومة السورية بهذا الخصوص.
وأضاف أن الاحتفالية بالذكرى الخمسين لتأسيس اتحاد المؤسسات العربية والعودة لدمشق بعد 50 عاماً هو اعتراف بمحبة دمشق وبالعشق السوري حيث جاء المغتربون والذين هم من أصول سورية لكنهم لا يعرفون سورية وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أننا نحن السوريين متضامنون مع بعضنا البعض في كافة أرجاء العالم.
أمين سر اتحاد غرف التجارة السورية وسيم القطان بين أن الفرص الاستثمارية الزراعية والتجارية والصناعية وحتى الخدمية أكثر من واعدة اليوم في سورية لأن التنمية توقفت لأكثر من عقد من الزمن وتراكمت خلالها الفرص المجزية.
وأشار إلى أن قطاع الأعمال في اتحاد غرف التجارة السورية والذي يمثل أربعة عشر غرفة تجاه كامل الجغرافيا السورية يرغب ولدية القدرة والإرادة على بناء شراكات مع الجانب العربي المغترب في دول أمريكا اللاتينية.
وبين أنه من الممكن خلال هذا المؤتمر البحث في تفاصيل هذه الشراكات وخاصة أن التشريعات الجاذبة للاستثمار والمناخ الاقتصادي تسير بخطوات جيدة جداً.
بدوره رئيس اتحاد غرف الصناعة السورية غزوان المصري بين أنه تم خلال المؤتمر البحث بما يتعلق بموضوع تنشيط القطاع الاقتصادي والتصدير بين سورية ودول أمريكا اللاتينية “فيا آراب”، مشيراً إلى أن الميزان التجاري هو لصالح دول أمريكا اللاتينية حيث أن سورية تستورد منها عدداً كبيراً من المنتجات كالسكر والبن والأعلاف وغيرها.
وأضاف أن الجانب السوري طلب من “فيا آراب” المساعدة في إقامة معارض للمنتجات السورية في دول أمريكا اللاتينية للتعريف بها وفتح الأسواق الداخلية أمامها.
جيمي بروبيجير رئيسة “فيا آراب كوبا” أكدت أن المؤتمر يكتسب أهميته كونه المؤتمر الخمسين ل “فيا آراب” ويقام في سورية تعبيراً عن تضامن دول أمريكا اللاتينية معها في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها.
وبينت بروبيجير أن سورية وكوبا دولتان محاصرتان وهما بحاجة للتعاون وخاصة في مجال الاستثمارات لذلك لا بد من العمل بشكل مباشر بين المؤسسات على زيادة التبادل والاستثمار بينهما لكسر الحصار المفروض عليهما.
وقالت نائب رئيس الجمعية السورية الثقافية في الأرجنتين تمارى الللي أن الهدف الأساسي اليوم هو بحث كيفية التعاون بين الحكومة السورية والجاليات السورية الموجودة في دول أمريكا اللاتينية لتوطيد جسور التواصل بين بلاد الاغتراب وسورية وهو شيء له أهمية كبيرة لتعزيز انتماء الأجيال السورية المغتربة لبلدهم الأم سورية.
وأضافت أن هناك هدف آخر يتمثل ببحث كيفية التعاون في المجال الإعلامي لإظهار الصورة الحقيقة لسورية التي عملت على تغييرها وسائل الإعلام المغرضة خلال الحرب الكونية عليها.
يشارك في المؤتمر رؤساء وأعضاء مؤسسات وجمعيات اغترابية وممثلون عن أندية اغترابية ومراكز ثقافية عربية في بلدان أمريكا اللاتينية على مدى ثلاثة أيام ويناقشون سبل تعزيز دور المغتربين في الدفاع عن وطنهم الأم وقضاياه وقضايا أمتهم وخدمة أهدافها وحضارتها الإنسانية.