لأننا (محكومون بالأمل) على الدوام نأمل أن تؤدي اللقاءات الحوارية التي تشهدها المحافظات إلى خلاصات ونتائج جيدة تنعكس خيراً على المواطن والإدارة المحلية بشكل خاص والوطن بشكل عام ..لكن تحقيق هذا الأمل دونه عقبات ذاتية أكثر منها موضوعية .
وضمن هذا الإطار أسأل :ماذا فعلت وزارة الإدارة المحلية والمحافظات ورؤساء المجالس المحلية لتنفيذ التوجيهات حول عملهم وواجباتهم، اعتقد لو أنهم قاموا بواجبهم ووضعوا آليات عمل وبرامج لتنفيذ تلك التوجيهات لما كنا بحاجة لمثل هذه اللقاءات اليوم ولكانت ورشات العمل والحوارات واللقاءات نهج عمل مستمر في وحداتنا الإدارية ومجالسها المنتخبة لمعالجة طلبات وقضايا المواطنين، ولتحديد أسباب كل مشكلة تعاني منها إدارتنا المحلية وصولاً لحلول مقبولة لها محلياً أو مركزياً.
لقد تم تحديد ستة محاور للقاءات التي تقام في المحافظات منها التشاركية والمسؤولية المجتمعية والصلاحيات والرقابه الشعبية والرسمية والإعلام، وهي بمجملها محاور مهمة لكن الأهم هو تغيير آليات الترشيح والانتخاب الحالية وتغيير العقليات والذهنيات عند من يضعها، لأن ألف باء التطوير في الإدارة المحلية يبدأ من ذلك، فالخلل والفساد والتدخلات غير الموضوعية التي تحصل جعلت الكثير من الكفاءات المميزة بأخلاقها وكفاءتها ونظافة يدها واحترامها لذاتها تحجم عن الترشّح لانتخابات المجالس المحلية، وهذا ما أضعف تلك المجالس وجعلها تنحو باتجاه المصالح الشخصية ومصالح المتنفذين أكثر بكثير من المصلحة العامة ومصالح مجتمعاتها مازاد الهوة بينها وبين المواطنين.
إن المشاركة من قبل المجتمع وفعالياته في عمل المجالس شبه معدومة، فلا المجالس تريد لأحد مشاركتها في عملها لأسباب مختلفة ولا بقية الجهات من اتحادات وغرف وهيئات مجتمع محلي ونقابات ومنظمات تضغط عليها من أجل المشاركة لذلك لاتوجد لقاءات أو حوارات أو ورشات عمل أو ندوات بين المجالس والناس، كما أن حضور اجتماعات المجالس المحلية كان ممنوعاً على الإعلام باستثناء مجلس المحافظة ما يؤكد غياب الشفافيه في عملها وحتى أن محاضر اجتماعاتها لاتوثق مايدور فيها بسبب الخوف من كشف بعض الصراعات والمواقف التي تحصل لأسباب مصلحية ضيقة وليس حرصاً على المصلحة العامة، كل ذلك وغيره أدى لغياب الحاضنة الشعبية لها والعلاقة الحسنة بينها وبين الناس مايستوجب المعالجة عبر انتخابات تأتي بشخصيات متميزة ومحبوبة شعبياً وعبر فتح اجتماعات المجالس أمام الإعلام وإقامة منبر حواري مع المواطنين في كل وحدة إدارية وإعطاء صلاحيات للمجالس قولاً وعملاً وليس كما هو عليه الآن ..وللحديث بقية.