إعداد ياسر حمزه:
ضمت دمشق كما هو حال كثير من المدن العربية عدداً كبيراً من المقاهي, وسبقت المدن العربية مدن أوروبا في إنشائها, وقد بدأ انتشارها مع بداية العصر العثماني واختصت هذه المقاهي بتقديم شراب القهوة وفيما بعد الشاي.
وهي مقهى في بلاد الشام, وقهوة في مصر وجاي خانة في العراق, أي دار شرب الشاي.
وفي بداية أمرها لم يكن من السهل إنشاء المقاهي, ووقف كثير من المحافظين ضدها وبتحريض منهم أصدر السلطان العثماني سليمان القانوني فرماناً في عام 1551 ينص على تحريم شرب القهوة وإغلاق المقاهي في جميع أنحاء السلطنة, وبعد وفاته في عام 1566 ميلادية أعيد فتح المقاهي في جميع أنحاء السلطنة.
و زاد عدد المقاهي في دمشق على مئة مقهى في القرن التاسع عشر, وأن تلك المقاهي شكلت متنفساً هاماً لجميع فئات الشعب, واشتهر من المقاهي القديمة البرازيل والهافانا والنوفرة.
وكانت أغلب مقاهي دمشق تشتهر بالأسماء الأجنبية, فمثلاً كان هناك مقهى باسم لونا بارك ويعني (حديقة القمر) وعند التعريب أطلق عليه مقهى الرشيد الصيفي وكان موقعه خلف المركز الثقافي الروسي الحالي.
ولم يبق في دمشق من المقاهي القديمة سوى عدد قليل لا يتجاوز عددها أصابع اليد, وهي الروضة والحجاز والهافانا والكمال الصيفي, ولكن حركة إنشاء المقاهي تواصلت في المدينة وفي أطرافها.