الثورة – أسماء الفريح:
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب لن يتمكن من مواصلة هيمنته والبقاء مسيطرا مع ظهور مراكز جديدة للتطور العالمي.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي بختام قمة مجموعة العشرين في العاصمة الهندية نيودلهي “لا يستطيع الغرب الاستمرار في هيمنته لأن مراكز جديدة للتطور العالمي قد ظهرت منذ فترة طويلة، وموضوعيا أخذت تكتسب المزيد من القوة” مشيرا إلى أنه يجب على الدول الغربية، بعد هذه القمة، أن تفكر في مدى قدرتها على “مواصلة خط هيمنتها”.
وأوضح أنه تم في الإعلان الختامي للقمة ” التوصل إلى حل صحي للغاية فيما يتعلق بضرورة تحقيق توازن عادل ومنصف للمصالح”.
وتابع لافروف: “أكرر مرة أخرى، الهدف ليس بالقريب، لكن التحرك في هذا الاتجاه بدأ ونحن بدورنا سنواصل تعزيز هذه الاتجاهات الإيجابية بما في ذلك خلال رئاسة البرازيل العام المقبل لمجموعة العشرين وجنوب إفريقيا في عام 2025”.
وأضاف أن “مجموعة العشرين تشهد نوعا من الإصلاح الداخلي، يتجلى بالدرجة الأولى في الزيادة الملموسة في نشاط أعضاء مجموعة العشرين من الجنوب العالمي الذين عملوا بوضوح وإصرار، مع الدور القيادي للهند، على أخذ مصالحهم بعين الاعتبار في الاتفاقيات التي بحثتها المجموعة ، ونجحت في تضمينها بإعلان القمة”.
وشدد على أن الموقف الموحد لدول نصف الكرة الجنوبي أحبط محاولات الغرب لجعل أوكرانيا موضوع النقاش الرئيسي لقمة مجموعة العشرين على حساب مناقشة المشاكل الملحة للبلدان النامية، مبينا أن هناك فهما صحيحا بين الدول النامية الأعضاء في المجموعة لما يحدث في أوكرانيا.
وقال لافروف “لقد أُضيفت الفقرة الأوكرانية، في إعلان القمة الصادر أمس وهي موضع توافق، ولكنها لا تتعلق بأوكرانيا، كما ذُكرت سيرة الأزمة الأوكرانية ولكن فقط في سياق الحاجة إلى حل جميع الصراعات في العالم، وتسوية تلك الصراعات بما يتوافق مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.
وأضاف لافروف أن “نتائج قمة مجموعة العشرين ستعطي دفعة إيجابية لجهود إصلاح صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية”.
وحول “صفقة الحبوب” صرح لافروف بأن “روسيا تقدّر جهود الأمم المتحدة لإحيائها ولكنها ستكون محكومة بالفشل إذا لم يقدم الغرب سوى الوعود فيما يخص تطبيق الجزء المتعلق “بموسكو من الاتفاق، لافتا إلى أن إعلان المجموعة تضمن مبادئ مهمة للأمن الغذائي تدعمها روسيا.
كما شدد وزير الخارجية الروسي على أن ما ورد في إعلان مجموعة العشرين من دعوة لوقف الهجمات ضد منشآت الطاقة تشمل أيضا الهجمات الإرهابية ضد خط الأنابيب “السيل الشمالي” واستهداف محطة زابوروجيه للطاقة الذرية.
وأشار إلى أن “الدول الأفريقية لا تريد تصدير المواد الخام للدول الغربية، التي تعيد تصديرها مرة أخرى بعد إضافة الأرباح”.
وقال لافروف”: إن “روسيا والهند تعملان على إيجاد طرق لإنشاء منصات دفع إضافية وتعزيز التجارة بالعملات الوطنية” وأكد “إن جميع الاتفاقات مع الهند بشأن التعاون العسكري التقني لاتزال سارية”.
وأوضح أنه لم يكن يتطلع إلى التواصل مع الوفد الأميركي خلال القمة وقال “لا مجال للحديث عن مباحثات مع الولايات المتحدة حول الاستقرار الاستراتيجي في ظل الظروف الراهنة”.
وعقدت قمة مجموعة العشرين في نيودلهي يومي ال 9 و ال 10 من أيلول الجاري وبالإضافة إلى أعضاء المجموعة شاركت تسع دول أخرى فيها هي بنغلاديش ومصر وإسبانيا وموريشيوس ونيجيريا وهولندا والإمارات وسلطنة عمان وسنغافورة.