الثورة – ترجمة رشا غانم:
في محاولة لإثارة التوترات واستعراض عضلاتهم العسكرية على أعتاب الصين، أبحرت مؤخراً سفينتان حربيتان أمريكيتان وكنديتان عبر مضيق تايوان، فحقيقة أن هذه هي “مهمتهم المشتركة” الاستفزازية الثانية منذ تموز الماضي توضح بأن واشنطن عازمة بشدة على لعب ورقة تايوان والضغط الاستراتيجي المتزايد على بكين، و لكن يجب تحذير واشنطن من وجود حد لصبر بكين.
وبدوره، قال الأسطول السابع للبحرية الأمريكية بأن المدمرتين الصاروخيتين الموجهتين يو إس إس رالف جونسون وكندا إتش إم سي إس أوتاوا أجرتا “العبور الروتيني” عبر المياه حيث تنطبق حريات الملاحة والتحليق في أعالي البحار وفقاً للقانون الدولي، و”حرية الملاحة” هي ذريعة استخدمتها الولايات المتحدة دائماً لتحدي مطالبات الصين الإقليمية.
هذا وتكشف مثل هذه التحركات المتهورة عن نفاق الولايات المتحدة عندما تقول إنها تريد تطبيع العلاقات الصينية الأمريكية واستئناف الاتصال الطبيعي بين الجيشين، فمنذ حوار شانغريلا في سنغافورة في تموز الماضي، يشكو الجانب الأمريكي من عدم وجود اتصالات على المستوى الرفيع بين الجيشين، حتى أنه سلط الضوء على مخاطره المحتملة.
الحقيقة هي أن الإبحار المتكرر للسفن الحربية الأمريكية عبر مضيق تايوان وبالقرب من المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي أدى إلى تآكل الثقة الإستراتيجية المتبادلة بين البلدين، ما زاد من مخاطر سوء التقدير الإستراتيجي، فكلما زاد عدد السفن الحربية الأمريكية، إلى جانب سفن حلفائها، التي تبحر عبر مياه الصين، زادت احتمالية نشوب صراع مباشر بين الجيشين، ولكن قيام ضباط عسكريين أمريكيين رفيعي المستوى، في الأشهر الأخيرة، بحث الصين على استئناف الاتصالات العسكرية رفيعة المستوى يشير إلى أن واشنطن أيضا لا تريد رؤية مثل هذا السيناريو الأسوأ.
يذكر أنه في الشهر الماضي، عقد نائب رئيس إدارة الأركان المشتركة للجنة العسكرية المركزية شو كيلينغ اجتماعاً مع كبار ضباط الجيش الأمريكي في فيجي، وكان هذا أول اتصال شخصي بين الجيشين هذا العام وخفف، إلى حد ما، المخاوف بشأن عدم وجود اتصال بين الجيشين، ومع ذلك، تظهر الخطوة الأمريكية الأخيرة بأن واشنطن ليست صادقة بشأن اجتماع بكين لتطبيع الاتصالات العسكرية رفيعة المستوى، ويجب أن تعرف واشنطن أن سفنها الحربية لن تخيب جيش التحرير الشعبي، وبدلاً من ذلك، فإن استعراض عضلات الولايات المتحدة لن يؤدي إلا إلى دفع الصين إلى تسريع تحديث جيش التحرير الشعبي وبنائه لجيش عالمي المستوى.
فلقد كثف جيش التحرير الشعبي الدوريات وأجرى مناورات عسكرية لتعزيز استعداده القتالي، حتى يتمكن من التعامل بسرعة مع التحديات والمخاطر الجديدة، ومن ثم، يجب على واشنطن التوقف عن استفزاز بكين من خلال الإبحار بسفنها الحربية عبر مياه الصين، بما في ذلك مضيق تايوان، وزعزعة السلام في المنطقة.
المصدر – تشاينا ديلي