الثورة _ فؤاد مسعد:
أعلن المخرج عمرو علي مؤخراً عن إطلاق بوستر فيلمه الروائي القصير «أزمة قلبية»، والفيلم الذي صمم البوستر له المخرج أنس زواهري، يدور أحداثه حول امرأة مسنّة تنتظر بعض أفراد عائلتها في صباح العيد ، لكن الأمور تسير في اتجاه آخر مختلف .
الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، قصة وسيناريو وحوار هوزان عبدو وعمرو علي، تمثيل: إغراء، أحمد رافع، أمير برازي، أحمد عيد، صفاء سليمان، سيوار داود .. ولإلقاء المزيد من الأضواء الكاشفة عليه، كانت هذه الوقفة مع مخرجه عمرو علي .
عمق المضمون
عن المحور الرئيسي للفيلم يقول: «يدور الفيلم حول حادثة بسيطة في الشكل، ونزعم أنها عميقة في المضمون، تكشف عن جانب من جوانب تردّي العلاقات الإنسانية والاجتماعية في عصرنا»، وحول سؤال «أين تكمن خصوصية الحالة الوجدانية والإنسانية في الفيلم؟» يجب: تنطلق خصوصية الفيلم من إنسانيته كونه يتطرق لقضية مُلّحة على الصعيد العالمي وهي أزمة التواصل مع الآخرين وانطلاقاً من هذه القضية يتجاوز الفيلم الحدود المحلّية ويصبح صالحاً لكلّ مكان طالما أن الأزمات الإنسانية مُتشابهة إلى حدّ التطابق حول العالم.
وفيما يتعلق بالغنى الذي يمكن أن تمنحه الشراكة الإبداعية في كتابة سيناريو فيلم قصير، يؤكد أن تعدّد الكُتَّاب على الصعيد العام يُساهم في إغناء السيناريو وتطويره وإخضاعه لمراحل مطولة من العمل تهدف في المُحصّلة للوصول إلى النسخة الأمثل، أما على الصعيد الخاصّ فلكلّ تجربة من تجارب الشراكة الإبداعية ظروف مُختلفة لا يمكن تعميمها .
القيّم الإنسانية
وعمّا أضافته النجمة إغراء بعودتها للوقوف أمام الكاميرا، يشير إلى أن تواجدها ساهم في تمييز هذه التجربة وأضفى مزيداً من الطزاجة والعفوية في الأداء، يقول: «هذا التعاون هو ثمرة رغبتنا المُشتركة والقديمة في تقديم فيلم سينمائي بعد تعثّر عدّة مشاريع سعينا لإنجازها خلال السنوات السابقة وهو أيضاً استجابة لرغبتي في تقديم هذه النجمة بشكل جديد ومُغاير بعد انقطاع طويل عن التمثيل» .
وحول ما الذي كانت تبحث عنه كاميرته في الفيلم وإلامَ انتصر في النهاية، يقول: ليس في الفيلم سعي وراء البحث أو الانتصار بقدر الرغبة في التقاط انعكاسات حادثة بسيطة على شخصية تُعاني من الوحدة والعزلة ولو نظرنا إلى الفيلم من هذه الزاوية فإنه دعوة للتمّسك بما تبقّى لدينا من قيم إنسانية و أخلاقية .
مشروع واحد
وعن سبب اختيار العنوان وإن كان يشي بنهاية مؤلمة، يشير المخرج عمرو علي إلى أن عنوان الفيلم يكشف على نحو ما عن مصير البطلة، مؤكداً أن ذلك ليس بمعضلة طالما أننا لا نُقدّم فيلماً تجارياً أو مُنتمياً لمنحى الإثارة والتشويق، يقول: « والأهم بالنسبة إليّ المستويات المُتعدّدة للمعنى فهو في الجوهر اختزال لأزمة إنسانية وأخلاقية كبرى تسود العلاقات الاجتماعية حول العالم وربما تكون في بلدنا أكثر تأثيراً» .
ولكن هناك عدة أفلام قصيرة للمخرج يصل فيما بينها خيط من خلال العنوان ، وهي «أزمة قلبية، انعاش، الغيبوبة» فما سبب التركيز على إيحاء الحالة المرضية فيها؟، يجيب : تنتمي كلّ هذه الأفلام في المُحصّلة لمشروع واحد يهدف إلى تناول مظاهر الحياة الاجتماعية في بلادنا خلال الحرب وما بعد الحرب، ومن هنا فإن إسقاط الأمراض العضوية على المُعضلات الأخلاقية الكبرى التي تعتري حركة المجتمع هي واحدة من وسائل التعبير أو الدلالة مُتعدّدة المستويات والهادفة إلى الربط بين هذه السلوكيات وبين مآلات الأمراض العضال، ومنها الموت.