ظافر أحمد أحمد
اختلف التعامل الدولي مع التنظيمات الإرهابية التي نشطت وتنشط على الأرض السورية، ولكن الخصوصية في تشكيلة التصنيف هي للدولة السورية كونها صاحبة العبء الأوّل في مواجهة الإرهاب، وتوضح ويتوضح دور الجيش العربي السوري في معركته ضد التنظيمات الإرهابية.
إنّ هذه المعركة مستمرة ومازال هذا الدور واجبا وطنيا يترتب على الجيش والداعم الشعبي له خصوصا أنّ أجزاء من سورية مازالت في قبضة تنظيمات مصنفة أمميا كتنظيمات إرهابية، وفي قبضة تنظيمات مسلحة غير مصنفة أمميا كتنظيمات إرهابية مع أنّ أفعالها تحمل كامل مواصفات الإرهاب.
أحد أسباب التباين الدولي تجاه تصنيف الإرهاب الناشط على الأرض السورية يرتبط بتزوير عالمي مقصود للحقائق والوقائع والتصنيفات المرتبطة بالملف السوري، وهو تزوير تمارسه المنظومة السياسية الغربية ويرتبط بتسويق الاحتلال الأميركي لمناطق النفط السورية وبعض المناطق الحدودية الحساسة وكأنّه وجود أميركي ضروري لمكافحة داعش.
كما يوجد شبه تطابق في الرؤية الغربية للاحتلال التركي، إذ حتى مع وجود تباين غربي تركي نسبي تجاه بعض الجزئيات والمصالح فإنّه في المحصلة يوجد توافق على استنزاف سورية، وتساهل غربي تجاه لعبة الابتزاز التركي طالما أنّه يتم على حساب المصالح السورية والجغرافيا السورية، وهو أمر لعبته تركيا عبر التاريخ فقد استنزفت من الجغرافيا السورية ومواردها الطبيعية الكثير حتى بعد اندثار صفة (الإمبراطورية العثمانية) عنها، وحتى مع بروز ما يسمى بالتيار العلماني الأتاتوركي ثمّ التيار الإخواني التركي الذي يجمّل تطرفه بربطة عنق ومسميات العدالة..، وهي عدالة تركية مزيفة وتتوافق مع جذورها العثمانية الظالمة وتسعى إلى التفوق على (إنجازات التيار الأتاتوركي في قضم الجغرافيا السورية)، وتحلم في الحصول على (إنجازات) في قضم المزيد من الجغرافيا السورية مع تتريك ونفوذ ديمغرافي دائم.
ومن يدقق بتداعيات اتفاقية لوزان كخلاصة لترتيبات الحرب العالمية الأولى، واللعبة الفرنسية التركية تجاه المحافظة السورية الخامسة عشرة في مرحلة التحشيدات للحرب العالمية الثانية، يمكنه فهم الابتزاز التركي للغرب والولايات المتحدة منذ العام 2011 بغية حصوله على جوائز ترضية دولية من الجغرافيا السورية ضمن لعبة ترتيبات الحرب الأميركية المزعومة ضد الإرهاب وخلاصاتها بعد تدمير أفغانستان والعراق ودول أخرى تأهيل شركاء محليين عاملين على الأرض السورية يشكلون نواة تقسيم الجغرافيا السورية بين احتلالات (الولايات المتحدة وتركيا و”إسرائيل”).
كل هذا يحدث بتوجهات لا تخفيها الوقائع ومع ذلك ينشغل بعض السوريين في أكثر من منطقة جغرافية عن الإرهاب والاحتلالات بشعارات جانبية يتخيلونها بمذاق العسل مع أنّها سمّ يخلخل معركة الدولة السورية تجاه استعادة كامل سيادتها على كامل جغرافيتها.
