هي أضواء طريق الحرير تشتعل مجددا وتلفت أنظار العالم من دمشق إلى بكين.. هنا حيث تروي مئات السنين تاريخا من علاقات سياسية واقتصادية لم تقو واشنطن ولا الغرب على اقتلاعها، بل جاءت ثمارها بفيتو صيني يصفع واشنطن على وجهها السياسي ووجه كل خصوم دمشق وأعدائها مع كل محاولة غربية للنيل من سورية في مجلس الأمن , واستغلال القوانين الدولية وتحريفها لتمرير المؤامرات الغربية.
غداً تبدأ زيارة السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد إلى الصين في ظروف دولية وإقليمية تعطي للزيارة زخما استثنائيا خاصة أنها ستشكل إضافة كبيرة وتاريخية للعلاقات السورية الصينية وإضافة أكبر للتوازنات في المنطقة، فبكين لطالما آمنت بأن دمشق هي بوابة المنطقة والعالم العربي ومربط الطرق التجارية والجيوسياسية أيضا، وإذا كانت الصين تسعى مع حلفائها لتشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب فهي تدرك أن سورية هي ميزان القوى العالمية، فعلى أرضها جرت كل المكاسرات الدولية واستخدمت فيها واشنطن الكثير من المناورات الإرهابية، واليوم باتت – أي أميركا – وجها لوجه مع حقيقة الانسحاب من سورية ذليلة الى طاولة التعددية القطبية..
لذلك وأكثر تحاول أميركا خلق الحجج وخلط الأوراق وتخريب أي تسوية أو حلول في سورية، فهي تدرك أن إنهاء احتلالها وخروجها من سورية والمنطقة بأكملها يعني استسلامها أمام الصين وروسيا وتحديدا بكين التي قالت عنها الاستراتيجية الأميركية أنها أكبر خطر يهدد الأميركيين.
الرئيس الأسد في زيارة الى الصين بدعوة من الرئيس الصيني، والكل يترقب كيف يتشكل العالم متعدد الأقطاب من تفاصيل هذه الزيارة وتفاصيل التحركات السياسية لكل شركاء التعددية القطبية وكيف تنظر واشنطن الى المشهد وهي تحاول إثبات الوجود السياسي بالمكابرة وعدم الاعتراف أن القطبية الأحادية والإمبريالية المتوحشة الى أفول وتعثرها واضح في الطريق وبالحزام التي تسعى لمشروعه الصين في المنطقة والعالم.