هل تكون التقنيات بديلاً للوظائف الجديدة.. «المركزي»: استخدام الأتمتة يزيد الإنتاجية دون تأثير على العمالة
الثورة- مازن جلال خيربك:
قال مصرف سورية المركزي: إن الأتمتة والتقنيات الحديثة انتشرت بصورة متزايدة في سورية ضمن مختلف المؤسسات والشركات السورية، كما توجهت الكثيرمن الخدمات والعمليات الإدارية والإنتاجية للاعتماد عليها، ولكن ليس بشكل كلي، حيث أن الاعتماد عليها يتطلب تجهيزات ومعدات وشبكات اتصال قوية ومواكبة للتطورالعالمي، ولكن استخدامها يوفرالوقت اللازم في الإنتاج أو تأدية الخدمة ويزيد من الإنتاجية دون الاستغناء عن اليد العاملة التي تعتبر ضرورة خاصة بالنسبة للعناصرالبشرية المدربة والخبيرة لتشرف عليها وعلى جودة نتائجها وكفاءة عملها، إضافة إلى صيانتها حتى لا تتكبد المنشأة خسائر كبيرة في حال توقفها.
يضاف إلى ما سبق وفقاً للمركزي في ورقة عمل له حول «التقنيات والوظائف الجديدة» الاقتصاد الكلي الذي قد يتحمل تكلفة عالية في حالة أي تعطل تقني مع غياب العامل المؤهل وبالتالي فإن الاعتماد عليها يبقى مشروطاً بوجود أصحاب الخبرة والكفاءة.
ومن ناحية أخرى فإن توفيرها للوقت سيسمح بزيادة الإنتاجية والأرباح مع احتمالية أن تطال الأجور أيضاً، كما يساعد استخدامها مستقبلاً على التقاعد المبكر مقابل استقطاب عناصر شابة مؤهلة لذلك فان التوجه لرفع سوية هذه التقنيات والشبكات الخاصة بها أمر بالغ الأهمية مع وجوب تعزيز الأجور لمشغليها والعاملين ضمن المهن المعرضة لها وبما يتناسب مع نمو الإنتاجية وجودتها.
موازنة التكنولوجيا بالإنتاجية
ووفقاً لما أورده المركزي فقد أحدثت التطورات الحديثة في التقنيات التي تدعم الذكاء الاصطناعي AI»» النقاش حول تأثيرات التقنيات على الوظائف، فتاريخياً ارتبطت موجات الابتكار بالقلق بشأن مستقبل الوظائف والمخاوف من أن تصبح العمالة زائدة عن الحاجة، ومع ذلك يشير السجل التاريخي إلى أن الآثار السلبية المحتملة للتكنولوجيا على التوظيف تمت موازنتها بزيادة الإنتاجية وخلق مهام جديدة في حين يبقى السؤال فيما إذا كان بالإمكان توقع الشيء نفسه من التقنيات الحديثة.
تأثير التقنيات على العمالة
المركزي أشار الى ورقة عمل أعدت لصالح المركزي الأوروبي قدمت أدلة على الروابط بين الذكاء الاصطناعي وحصص العمالة والأجور النسبية حسب المهن على مستوى 3 أرقام في 16 دولة أوروبية خلال الفترة الواقعة بين 2011/2019 واستكشف كيف يختلف الارتباط عبر المهارات والفئات العمرية، كما قاربت النتائج الخاصة بالذكاء الاصطناعي مع تلك الخاصة بالبرمجيات، حيث تؤثر التقنيات الجديدة على العمالة الإجمالية والأجور وكذلك على توزيعهما من خلال قنوات مختلفة تشمل أولا: التطورات التكنولوجية الجديدة التي تدمر الوظائف لأنها تعمل على أتمتة المهام (أي تأثيرها يعرف بتأثير الإزاحة)،
وثانياً: إكمال العمل البشري فتزيد الإنتاجية وتؤدي بشكل غير مباشر إلى المزيد من الوظائف بسبب زيادة الطلب على منتجات بعض الشركات (تأثير الإنتاجية).
وثالثاً: مزيج من كلا التأثيرين يقوم على استبدال بعض المهام والوظائف وانشاء مهام جديدة من خلال الابتكار (تأثير الاستعادة) وعليه فمن غير الواضح فيما إذا كانت التقنيات الجديدة ستؤدي بالضرورة إلى خسائر كلية في إجمالي العمالة.
تغييرات حصص التوظيف
نتائج الورقة التي أوردها المركزي أشارت إلى وجود ارتباط ايجابي بين الأتمتة التي تدعم الذكاء الاصطناعي والتغييرات في حصص التوظيف في العينة المجمعة من البلدان الأوروبية بغض النظر عن مقياس التعرض المستخدم، ومع ذلك لم تحصل على إشارة واضحة للتأثير على الأجور، وأوضحت وجود ازدياد في حصص المهن المعرضة أكثر للذكاء الاصطناعي عاكسة حال المهن التي لديها معدل أعلى نسبياً من العمال الأصغر سناً وذوي المهارات ويتماشى هذا الدليل مع نظرية التغيير التكنولوجي المتحيز للمهارات، وعلى الرغم من عدم وجود تجانس عبر البلدان إلا أن عدداً قليلاً من البلدان يظهر انخفاضاً في حصص التوظيف في المهن الأكثر تعرضاً للأتمتة التي تدعم الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن التباين بين البلدان لهذه النتيجة مرتبط بوتيرة انتشار التكنولوجيا والتعليم، وأيضاً بمستوى تنظيم سوق المنتجات (المنافسة) وقوانين حماية العمالة كما وجدت الورقة القليل من الأدلة.