الثورة – عبدالغني العريان
شاركت غرفة تجارة حلب في القمة الاقتصادية الإقليمية للتعاون الاستثماري التي عقدت مؤخراً بين ولاية كهرمان مرعش التركية والجمهورية العربية السورية، وذلك في إطار الجهود المتواصلة لتعزيز العلاقات الاقتصادية الإقليمية وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتبادل التجاري بين الجانبين.
وترأس الوفد الحلبي المشارك في القمة السيد محمد سعيد شيخ الكار، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة حلب، يرافقه السيد عمار عزت محمد؛ وخلال مشاركته في فعاليات القمة، قدم السيد شيخ الكار عرضاً مفصلاً عن الواقع الاستثماري في سوريا، مسلطاً الضوء بشكل خاص على مدينة حلب، التي تعد العاصمة الاقتصادية للبلاد، ومركزاً تاريخياً للتجارة والصناعة.
وأشار إلى الإمكانيات الكبيرة التي توفرها حلب للمستثمرين، لافتاً إلى أن المدينة، وعلى الرغم من التحديات التي مرت بها، بدأت تشهد مرحلة من التعافي الاقتصادي وعودة النشاط التجاري والصناعي تدريجياً.
وأكد رئيس غرفة تجارة حلب أن الحكومة السورية تقدم تسهيلات ملحوظة للمستثمرين المحليين والأجانب، من بينها الإعفاءات الضريبية وتبسيط الإجراءات الإدارية، بالإضافة إلى توفر اليد العاملة الماهرة، التي تشكل عاملاً جاذباً للاستثمار، ولا سيما في القطاعات الصناعية والتجارية التي تميزت بها حلب على مدى عقود.
وشدد شيخ الكار على أهمية تكثيف هذا النوع من اللقاءات والقمم الاقتصادية الإقليمية، لما لها من دور كبير في إعادة ربط الاقتصاد السوري بمحيطه الإقليمي، مشيراً إلى أن التعاون مع ولاية كهرمان مرعش يفتح المجال أمام تفعيل مشاريع مشتركة في مجالات متعددة، من بينها الصناعة والنقل والتبادل التجاري، بما ينعكس إيجاباً على جهود الإعمار والتنمية في سوريا، وعلى وجه الخصوص في مدينة حلب.
وعلى هامش القمة، أجرى السيد محمد سعيد شيخ الكار سلسلة من اللقاءات الرسمية، شملت زيارة إلى والي ولاية كهرمان مرعش، السيد مكرم أونلر، حيث تم تبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجانبين. كما التقى برئيس بلدية مرعش، السيد فرات كوركل، وبحث معه إمكانيات التعاون البلدي والخدمي بين المدينتين، ولاسيما في مجالات البنية التحتية والخدمات الأساسية، التي تشكل أرضية ضرورية لأي نشاط استثماري.
وفي لقاء آخر، اجتمع شيخ الكار مع رئيس غرفة وصناعة مرعش، السيد مصطفى بولونطو، حيث تم التباحث حول إمكانية عقد اتفاقيات شراكة بين غرف التجارة والصناعة في المدينتين، بما يسهم في خلق شبكة تعاون مباشر بين الفعاليات الاقتصادية ويعزز فرص التبادل التجاري وتأسيس مشروعات صناعية مشتركة.
وتكتسب هذه الزيارة أهمية مضاعفة بالنظر إلى الدور المحوري الذي تلعبه مدينة حلب في الاقتصاد السوري، حيث لطالما شكلت مركزاً رئيسياً للحركة التجارية والصناعية في البلاد، لما تمتلكه من موقع جغرافي استراتيجي وإرث صناعي وتجاري غني.
وتأتي مشاركة غرفة تجارة حلب في هذه القمة كجزء من مساعيها لاستعادة هذا الدور، من خلال فتح قنوات تعاون جديدة، والاستفادة من الفرص الإقليمية المتاحة لدعم جهود التعافي الاقتصادي.
ويُنظر إلى مثل هذه الزيارات على أنها خطوة عملية نحو تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية من القاعدة، إذ تمثل غرف التجارة جسوراً حقيقية للربط بين الأسواق، ووسيلة فاعلة لتشجيع الاستثمارات وتبادل الخبرات، خصوصاً في مرحلة ما بعد الحرب، حيث تتطلب عملية النهوض الاقتصادي في سوريا تضافر جميع الجهود، وعلى رأسها جهود القطاع الخاص.
وتبرز مشاركة غرفة تجارة حلب في هذه القمة كإشارة واضحة إلى عودة الحراك الاقتصادي والتجاري في المدينة، وتؤكد أن حلب، رغم ما تعرضت له، لا تزال تحتفظ بمقوماتها كعاصمة اقتصادية قادرة على لعب دور محوري في مستقبل سوريا الاقتصادي.