الثورة – حسن العجيلي
انعكست سنوات القحط سلبا على فلاحي ريف حلب، وحولت الأراضي الزراعية إلى أراض قاحلة لم تنجح بها زراعة العديد من المحاصيل وخاصة الزراعات البعلية، إضافة إلى جفاف أو تناقص كميات مياه الآبار، ما حرم الفلاحين من استثمار أراضيهم وزراعة المحاصيل.
وفي حديثه لـ”الثورة” يقول الفلاح أبو أمين من ريف حلب الجنوبي: لم تهطل الأمطار بما يكفي هذا العام، وتشققت الأرض تحت أقدامنا، كنا نزرع القمح والشعير وننتظر موسم الخير، لكن انحباس المطر حبس معه تكاليف معيشتنا.
ويضيف أبو أمين: “اعتمدنا على الآبار، لكن المياه الجوفية باتت أعمق وتكلفة استخراجها أصبحت باهظة بسبب ارتفاع أسعار الوقود.”
آبار جافة.
أما أبو أسعد من منطقة دير حافر شرق حلب، قال: الأراضي عطشى ولا نستطيع ارواءها، الآبار جفت و ننتظر الموسم لنسدد الديون .
وفي منطقة عفرين بريف حلب الشمالي يؤكد أبو شيخو بأنه يحتاج إلى ري أشجار الزيتون في هذا الصيف لأكثر من مرة كون فصل الشتاء لم يأت بالأمطار الكافية ومحصول الزيتون مهدد لديه كما غيره في حال عدم سقايته، مضيفاً بأن ري أرضه عن طريق صهاريج المياه يكلفه أكثر من مئة دولار لكل ريّة.
ويؤكد أبو حميد من منبج بريف حلب الشمالي الشرقي أنه تراجع عن زراعة الخضار الصيفية لعدم وجود مياه للري، كون البئر الزراعي في أرضه قد جف ولا يملك تكلفة حفر بئر جيد أو زيادة عمق بئره.
تداعيات اقتصادية واجتماعية
وأكد الفلاحون أن تداعيات الجفاف تلقي بظلالها على المستوي الاقتصادي والاجتماعي، حيث يقل عدد العمال نتيجة عدم توفر المحاصيل ما يؤدي لزيادة البطالة والهجرة إلى المدينة بحثاً عن لقمة العيش.
ويوضح الفلاحون أن أسباب الجفاف منها ما يتعلق بانحباس الأمطار خلال الموسم الشتوي، وعدم توفر مصادر ري بديلة أو فعالة، ومنها ما يتعلق بإجراءات حكومية منها ارتفاع أسعار المحروقات اللازمة لتشغيل مضخات المياه، وغياب الدعم الحكومي الكافي لمساعدة الفلاحين على تجاوز الأزمة.
حلول ومقترحات
ولتجاوز تداعيات الجفاف واستثمار الأراضي الزراعية بالشكل الأمثل بالعديد من المحاصيل وخاصة الاستراتيجية منها، طالب الفلاحون بتأهيل قنوات الري وتأمين مضخات المياه بأسعار مدعومة، وحفر آبار سطحية جماعية بدعم حكومي لتخفيف العبء عن المزارعين، وتأمين مستلزمات الزراعة الحديثة التي تستهلك كميات أقل من المياه كأنظمة الري بالتنقيط بدعم فني ومالي من الجهات المعنية.
وتدني نسب هطول الأمطار خلال الأعوام السابقة لا يخفى على أحد كما الآثار السلبية الناتجة عنه التي لحقت بالزراعة والفلاحين، وهو ما يتطلب وضع برامج تدخل فورية من الحكومة تنقذ الفلاح وتسهم في زيادة إنتاجية الأراضي الزراعية.