الثورة – لينا شلهوب:
نحمل جثاميننا على أكتافنا، وننتظر الموت، لأننا خلفكم سائرون، مازلتم أحياء، ولكن حيث أردتم، أقسمتم اليمين، ولأنكم صادقون، أصبحتم في عليين، فتحية لأرواحكم التي لن تغيب.
ضرب الغدر والإجرام والإرهاب أبناء الوطن، وحوّل لحظة الفرح والفخر ألماً وحزناً؛ لكنه لن يستطيع يوماً أن يحيل قوتنا إلى ضعفٕ، وثباتنا إلى تراجع، وإيماننا إلى شك، وبهذه المناسبة الفاجعة، ولأن أبناء الوطن أسرة واحدة توحّدهم السراء قبل الضراء.
أقامت معظم المناطق على ساحة محافظة ريف دمشق مجالس عزاء على أرواح شهداء الجيش العربي السوري الذين ارتقوا في الاعتداء الإرهـابي الغادر الذي طال حفل تخريج الضباط من الكلية الحربية في حمص.
و شارك محافظ ريف دمشق المحامي صفوان أبو سعدى، وأمين فرع الحزب المهندس رضوان مصطفى وقائد الشرطة اللواء نزار حسن، بعدد من مجالس العزاء التي أقيمت حداداً على شهداء الكلية الحربية، ومنها مجلس العزاء في مدينة جرمانا، الذي أُقيم بدعوة من الهيئة الروحية بالمدينة، وذلك في موقف العزاء بجرمانا عند الساعة السادسة والنصف من مساء اليوم.
وتقدم المحافظ بأحر التعازي الى أهالي الشهداء العظام من مدنيين وعسكريين من كل أنحاء سورية الذين امتزجت دمائهم الزكية في ساحة التدريب بالكلية الحربية، معقل الرجولة والشرف، مضيفاً إن هذه الدماء لن تذهب هدراً، وكلنا ثقة بتحقيق النصر المؤزر بهمة جيشنا العربي السوري الباسل بقيادة قائد الوطن السيد الرئيس بشار حافظ الأسد، قائلاً : ” إن دماء الشهداء لن تذهب هدراً، ليس انتقاماً، وإنما إحقاقاً للحق…”
رئيس مدينة مجلس جرمانا المهندس كفاح الشيباني لفت أن كل قطرة دم سقطت أمس في الكلية الحربية بحمص، وعلى الرغم من الألم الكبير الذي حملته معها، فإنها ستزيدنا قوةً وتماسكاً وإصراراً على استكمال نصرنا، منوهاً بأنه شارك في مجلس العزاء عدد كبير من رجالات الدين الاسلامي والمسيحي و أعضاء من مجلس الشعب والفعاليات الأهلية والثقافية والحزبية وحشد من أهالي مدينة جرمانا، متمنياً الرحمة للشهـداء والدعاء بالشفاء للجرحى، والعزاء لعائلات شهـداء الكلية الحربية.
كما بيّن أنه انطلاقاً من تأدية الواجب الوطني فقد توجه أمس مجموعة من رجال الدين ومن شباب مدينة جرمانا إلى حمص للتبرع بالدم لجرحى الاعتداء الآثم على الكلية الحربية، وضمت 35 شخصاً من مدينة جرمانا بريف دمشق، وذلك استجابة لنداءات التبرع بالدم من أجل الجرحى الذين أصيبوا جراء الاعتداء الارهابي، وكان هناك مجموعة أخرى تتحضر للتوجه إلى حمص، إلا أن إدارة المشفى وبنك الدم أكد أن أعداداً كبيرة من أبناء سورية متواجدون وأصبح هناك اكتفاء، موضحاً أن أهالي ريف دمشق كعادتهم سبّاقون في الاستجابة لنداءات أبناء الوطن في أيام الشدة والمحن.
من جهتهم ، عدي أبو فخر، وتيم أبو فخر وخالد رباح وعلاء عليوي ، كرم أبو فخر ،ٱية محسن ، نغم عزام ،مجموعة من الشبان، في جرمانا أكدوا بأنهم جاهزون لتأدية الواجب الوطني والإنساني، مشيرين إلى أن الخريف هذا العام بدأ بالأشخاص قبل الأوراق، واستشهاد خريجي الكلية الحربية بحمص ترك غصة في قلوب أبناء سورية، ليس لأنهم أغلى من شهداء الوطن الذين ضحوا بدمائهم لنصرة وسيادة سورية، بل لأنهم رحلوا دون ذنب وفي لحظة سعادة عامرة كانت تغمرهم مع ذويهم، فبدل أن يضعوا النجوم على أكتافهم، أصبحوا نجوماً على أكتاف السماء.
حمى الله سورية من كل شر وأيدها بنصر مبين على أعدائها الطامعين الحقودين، ورحم شهداء الوطن الأبرياء والشفاء العاجل للجرحى.