احتل الصهاينة فلسطين العربية لخمسة وسبعين عاماً، ذاق فيها الشعب الفلسطيني أنواع العذاب، إلى أن ثار على الصهاينة محتلي أرضه، بعد أن ضاقوا ذرعاً بممارساته العنصرية والعنف والهدم والقتل والأسر، سجون المحتل تغص بالفلسطينيين ومن كل الأعمار إناثاً وذكوراً.. يعذبون.. يموت من يموت تحت التعذيب والصهيوني يمارس ذلك بدم بارد.. الانتفاضات لم تتوقف خلال الأعوام السابقة.
المفاجأة الأكبر هي التي أوقعتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين 2023 على العصابات العسكرية الصهيونية، أوقعتهم بالصدمة والذهول، هي ذات الصدمة التي وقعت عليهم في حرب تشرين التحريرية.. حيث السرية التامة إلى أن بدأت المقاومة نزولها إلى الميدان تواجه عدوها لتحرير أرضها، أسرت وقتلت من جنود أعدائها واستولت على بعض المستوطنات في غلاف غزة.. ما أطار صواب عدوها المحتل..
بدأت طائرات العدو بالقصف على المدنيين في قطاع غزة، بعد أن دعا النتن ياهو ورئيس عسكره إلى إبادة أهالي غزة بوصفهم بكل الصفاقة والعهر بالحيوانات..
بدأت سلسلة المجازر الوحشية والإبادة الجماعية لغزة بقصف الأبراج السكنية، ثم بدأ قصف المدارس و المشافي برعاية أميركية بريطانية، حيث يصل بلينكن وزير خارجية أميركا مدعياً أنه اليهودي على أرض الكيان الصهيوني.. وتكثر المجازر خلال الأيام الماضية.. لتصل إلى تدمير مشفى الأهلي المعمداني ليلة السابع عشر عشية زيارة بايدن بحقارته إلى الأرض المحتلة في مجزرة هي مجزرة العصر والتي كان ضحيتها أكثر من خمسمائة شهيد أصبحوا أشلاءً باستعمال قنابل غير مسبوق استعمالها وصلت من الدعم الأميركي.. هي الهولوكست الحقيقي وليس ما استجدى به الصهاينة مواقف العالم لسنوات طوال..
لم تكف طائرات بني صهيون من قصف عائلات بأكملها وأبراج سكنية لمدنيين مع قطع الماء والغذاء والكهرباء، رغم كل ذلك مازال طوفان الأقصى مستمراً ولم تنحن المقاومة ولم ينكسر أهل غزة.. فما قبل السابع من تشرين ليس كما بعده..
حتى أصبحت عشية الثامن عشر من تشرين طوفاناً عربياً حين التهبت الشوارع العربية، وشوارع العالم بعد مجزرة مشفى المعمداني.. حيث يولد الربيع العربي الحقيقي، حيث لم يعد يجدي التضليل الإعلامي حين اتهموا المقاومة بقطع رؤوس الأطفال وتعذيب الأسرى ثم اعتذرت وسائل إعلامهم الصفراء.. الجميع يندد بما فعله العدو الصهيوني بتظاهرات تجاوزت وادي عربة وكامب ديفيد، والجميع يطالب بفتح الحدود ثأراً لدماء الفلسطينيين.. هي الحرب الخامسة لكنها الثورة الكبرى، والعدو الصهيوني مازال يمارس مجازره بكل القذائف المحرمة دولياً على الأهل الغزاويين، ومازال الآلاف تحت الأنقاض. ومعبر رفح مغلق لأجل عدم دخول المعونات الطبية والإنسانية..
اليوم بايدن يزور الكيان رئيساً للكيان وليس لأميركا وبلينكن رئيس وزراء حرب صهيوني..
الشعب العربي سبق حكامه وأنظمته في الموقف تجاه ما يحدث في فلسطين.. ولعلها الحرب الأخيرة حتى التحرير.. لم يعد التنديد كافياً ولا الاستنكار، الشارع العربي يغلي ولن يشفي غليله رفض الأردن استقبال بايدن، أو إلغاء القمة الرباعية، ولا عودة عباس إلى رام الله..
هو الربيع العربي الحقيقي وليس ربيعهم العبري الذي أرادوا به خلال ثلاثة عشر عاماً إركاع الشعب العربي وتشظيته، حاولوا شيطنة المقاومة، و الدول الغربية بريطانيا وفرنسا وألمانيا تساعد الكيان وتدعي أنه يدافع عن كيانه..
سقط القناع على القناع وظهر العدو الحقيقي بوصول بايدن إلى الكيان لم يعد دور الوكيل الصهيوني المحتل كافياً..
المجازر اليوم لن تغطي هزيمة العدو وإذلاله فالمقاومة هي التي تتحدث في الميدان والثائرون لأرواح الشهداء في غزة يقولون كلمتهم في الشارع العربي يساندهم أشراف العالم في شوارع بلدانهم..
ازدياد المجازر تقصر من عمر الاحتلال في فلسطين..الكلمة اليوم للمقاومة في الميدان.. والطريق إلى القدس أصبح أكثر قرباً..