لم يكن أحد ينتظر تصريحات بايدن الذي نصب نفسه محامياً للشيطان الصهيوني الذي تقطر يداه دماً وإرهاباً ومنحه صكوك التبرئة من براهين وحشيته ودماء ضحاياه وتفهم ذرائع إجرامه ، ولم ينتابنا شك بفحوى المقترحات الفتاكة واوراق دعم الإرهاب الاسرائيلي الذي فردها بايدن على طاولة لقائه بنتنياهو ومباركته للوحشية الاسرائيلية، فالكل يدرك مرامي زيارته في مرحلة تستشعر اميركا فيها حرارة الصفعات الموجعة على وجه قطبيتها الاحادية .
فالقادم من البيت الابيض على جناحي الانتهازية للاستثمار بالعدوان على غزة مأزوم داخلياً وعالق في رمال حروب اججها وجرت رياحها بعكس مخططاته، فرأى بالتعكز على” اسرائيل” واستدرار رضاها وتقديم فروض الولاء انعاشاً لفرص تجديد ولايته، من منطلق ان كل رصاصة في صدر طفل فلسطيني وكل صاروخ محرم دوليا اميركي الصنع يستهدف الفلسطينيين تزكية له لدى اللوبي الصهيوني المتحكم بالقرارات الأميركية.
بعيداً عن مساعي أميركا لتجميل الإرهاب الإسرائيلي الممارس بحق الفلسطينيين وعن انخراطها المعلن في جرائمه، مجزرة المعمداني ليست الأولى ولن تكون الأخيرة في سجل إرهاب كيان عنصري دموي سيواصل دوسه باستخفاف على القرارات والمواثيق الأممية طالما ان الشرعية الدولية مكبلة بقيود اميركية وعاجزة عن نصرة اصحاب الحقوق وردع المحتل المعتدي.
لكن رغم هذا الغلو الإجرامي تعرف غزة التي لم “يبتلعها البحر” كما تمنى الإرهابي رابين كيف تنفجر مقاومة في وجه عدوها وتوجعه في عقر ارهابه وكيف تزنر احيائها بقوة الحق المقاوم.
وتعرف غزة المحاصرة كيف تحاصر عدوها بالهلع وكيف تصيب مستوطنيه بمقتل فزعهم وتمزق خرائط أمنه المزعوم.
ورغم حمم النار التي يصبها العدو فوق رؤوس أهلها، ستبقى أيدي مقاوميها على زناد إيلامه ونسف مخططات تصفية القضية الفلسطينية وشطب حقوقهم، وسيبقى تاريخها يكتب بمداد المقاومة رغم عظمة التضحيات على مذبح التشبث بالهوية والحقوق الى حين نصر، فلا بقاء لمحتل غاصب مارق على التاريخ والجغرافيا، ولا فناء لمقاوم مستبسل يقبض على جمرات حقه الأزلي ولا يساوم.