رشا سلوم :
اعطني مسرحا لاعطيك شعبا يعشق الحياة مقولة قديمة جديدة مازال صداها يتردد إلى الآن.
ويسجل في الابداع السوري أن الحركة المسرحية تاليفا وتمثيلا مازالت ناشطة منذ ابي خليل القباني إلى اليوم والغد
تارة يكون الموسم المسرحي في أعلى نشاطه وتارة أخرى إصدار المسرحيات .
ويشهد لمدينة حمص وجود مسرحيين مهمين فيها مثل فرحان بلبل وتمام العواني
نقف اليوم عند بعض المحطات في مسيرة تمام العواني بمناسبة صدور مسرحيته
ضمن سلسلة “الكتاب الإلكتروني” والتي حملت (آخر الليل نهار)،
وقد جاء في تقديمها :يعدّ المسرح أداة تغيير ووسيلة تنوير تسعى إلى تغيير الواقع على المستويين الاجتماعي والسياسي. فالنص المسرحي يدخل ميدان الأدب، ويرسم صورة واقعية عن الحياة في عصره. وهو الذي يسهم في نماء التراث الحضاري للأمم.
والمسرح لوحة مرسومة تعكس صورة الحياة بأبعادها الموضوعية المرتبطة بالعصر. كما يقدم ما يعبر عن طموحه إلى ما ينهض بالوعي الاجتماعي لدى الأفراد والجماعات، للإسهام في التطورات العامة التي ترتقي بها حضارات الأمم.
اما عن المسرح الذي سكن قلبه وروحه تقول: أمارة طعمة التي حاورته منذ فترة من الزمن ونشر الحوار في موقع عيون سورية
(بعمر الإثني عشر عاماً، حمل في جعبته موهبته اليافعة وكتبه وكل ما سمعه من حكايات وما اعتقد بأنه خرافات إلى خشبة المسرح التي يسكنها.
وتنقل عنه قوله:
(لم يستطع ولن يستطيع أي شخص أن يعيش دون حب، وأنا لا أعيش دون المسرح وعشقه، هو أب الفنون، هو الوعي والثقافة، العلم والقراءة…، هو حياة اجتماعية وأفكار تحاورية لكنّه على الأكيد ليس صناعة تجارية ولن يكون أبداً، لا تفصيل فيه يشبه غيره ولا عرض يماثل الآخر).
لم يدرس المسرح دراسة أكاديمية، وإنما كانت الخبرة والتجربة أساس النجاح فيقول عن ذلك: «الفنان هو خليط مما يسمع، يشاهد، يقرأ، يفكر، لينتج بعدها ويحكم عليه ممن شاهدوه، وفي بدايتي كثير من الناس أشار بأنني أقلّد تفاصيل وحركات كان يقّدمها “بري العواني” على المسرح وهذا صحيح، لأن الإعجاب اختلط بالغيرة والسعي للتقدم والتميز، فبالرغم من صغر سني عاصرته ورفاقه مثل “فرحان بلبل” وآخرون ممن اعتبروا أعلام المسرح فترة الستينيات والثمانينيات في “حمص”. قرأت الأدب الروسي الذي يقّص علينا ما خلّفته الحرب من حكايات وقصص كثيرة جعلت من مسرح الشرق مستقراً لها ووجهتها الأساسية، فتأثرت به وبغيره، فمن الكتب والحياة، المثقّف والأميّ تُصنع الصور وتقدّم العروض».
نال “تمّام العواني” الذي سجلّت “حمص” مواليده سنة (1963) جوائز عديدة أولها أفضل مخرج في مهرجان الشبيبة سنة (1986)، أفضل ممثل متميز في مهرجان المسرح الجامعي سنة (1984)، وبعرض “المفتش العام” نال أفضل ممثل مسرحي بمهرجان “حمص” الرابع للمسرح، وبعرض “سيرة شحاته” جائزة مماثلة بمهرجان “حماة” المسرحي (2002)، جائزة النقّاد والجمهور في مهرجان “القاهرة”. كرّم من قبل نقابة الفنانين على أعماله وتجاربه في المسرح سنة (1996)، مع مشاركته في كل من مهرجان “القاهرة” ثلاث مرّات، مهرجان “دمشق” الدولي، مهرجان “الفجيرة” الدولي للمونودراما سنة (2006).
قدم العديد من العروض التي لاقت نجاحا كبيرا ومازال يقدم لمتابعيه شغف المسرح مقروءا ومجسدا.