الثورة – إخلاص علي:
تجاوز سعر برميل النفط عتبة ال 95 دولاراً للبرميل، وهو أعلى سعر منذ تشرين الثاني عام 2022، فيما يتوقع البعض أن يتجاوز عتبة ال 100 دولار مع تعقّد الوضع في منطقة الشرق الأوسط بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الأمر الذي يهدّد بتوقّف الإمدادات من المنطقة.
هذا الارتفاع يأتي في وقت أعلنت فيه كل من السعودية وروسيا عن تمديد خفض طوعي في إنتاجهما من النفط بمعدل 500 ألف برميل يومياً حتى نهاية 2023 بدلاً من نهاية الشهر الحالي الأمر الذي يؤشر إلى مزيد من الارتفاع المستمر لأسعار النفط في الربع الأخير من العام الجاري.
بلومبرغ إيكونوميكس قالت في تحليلها لأسعار النفط يفترض ” أن معظم الارتفاع في أسعار النفط ينبع من قيود العرض؛ أضيف له ارتفاع في الطلب مع قرب موسم الشتاء “.
الوجه الأخر لارتفاع أسعار النفط يرتبط بشكل مباشر بانخفاض المخزون الأمريكي لأكثر من خمسة ملايين برميل بالتزامن مع زيادة الطلب الصيني أكبر مستورد للنفط بالعالم وبما يزيد على عشرة ملايين برميل يومياً في إشارة واضحة على استعادة الاقتصاد الصيني عافيته.
وتُشير التوقعات لأسواق النفط إلى زيادة في الطلب العالمي بمعدل سنوي 2 % حيث يتوقع أن يرتفع الطلب العالمي اليومي إلى أكثر من 102 مليون برميل يومياً وذلك بحسب وكالة الطاقة الدولية.
أسعار المشتقات النفطية هي الأخرى قد تشهد ارتفاعات غير مسبوقة بظل محدودية التكرير ولاسيما لأسعار المازوت المُتوقّع أن يشهد طلباً أوروبيا كبيراً مع قدوم الشتاء بظل نقص إمدادات الغاز، وقد تكون مشكلة التدفئة في أوروبا أكثر تعقيداً من العام الماضي بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية، حيث كانت المخزونات الأوروبية في الشتاء الماضي بأفضل حالاتها وهو الأمر الذي قلّل من أزمة توريد الغاز الروسي ولكن هذا العام سيكون الوضع أكثر تعقيداً مع تراجع المخزونات وارتفاع أسعار المشتقات النفطية.
