الثورة – درعا – جهاد الزعبي:
تعتبر قلعة مزيريب التاريخية إحدى المعالم الهامة في منطقة غرب محافظة درعا حيث تتربع في منطقة سياحية جميلة بالقرب من بحيرة مزيريب وعلى طريق الحج الشامي، وتعتبر من أشهر القلاع في المنطقة الجنوبية.
ولمعرفة المزيد عن هذه القلعة التاريخية قال الدكتور محمد النصرالله مدير الآثار بالمحافظة: لقد تم بناء القلعة في الفترة العثمانية، والغاية من البناء في هذا الموقع الجميل هو جعله استراحة للحجاج القادمين من كافة المناطق في الشام وغيرها باتجاه الأردن ومن بعدها إلى بلاد الحجاز بقصد الحج في القرن الثامن عشر الميلادي، وبعد طرد الأتراك ومع بداية الاحتلال الفرنسي للبلاد قام الفرنسيون بتحويلها من استراحة إلى سجن سمي بعد ذلك بسجن القلعة.
وبين أن القلعة وكجميع القلاع الموجودة بـحوران تم إشادتها على مستوى الأرض العادية مثل قلاع بصرى ودير البخت والمسمية وناحتة واللجاة، ويعود سبب ذلك لعدم وجود تلال ومرتفعات طبيعية بالمنطقة.
وعن مواصفات القلعة أوضح النصر الله أنها تتألف من طابقين، حيث يوجد في الطابق الأرضي قناطر ذات أقواس عريضة بعيدة عن بعضها وكأنه أريد لها أن تكون كمخازن للحبوب تخصص لحاجات الحجاج، بينما يتم الوصول للطابق العلوي والذي يحتوي شقق نوم للحجاج عن طريق درجين واحد في الجهة الشرقية والآخر في الجهة الغربية من القاعة وهما يقودان إلى ديوان بين الأبراج الوسطية، حيث تقع القلعة وسط منطقة المزيريب غرب محافظة درعا وتعتبر أعلى نقطة ارتفاع فيها وهي تشرف على البحيرة والينابيع ويحيط بها عدد من المنازل المأهولة بالسكان ويوجد بالقرب منها طواحين مائية لطحن الحبوب، وقد اعتمد في بنائها على الحجر البازلتي الأسود المنحوت المجلوب من عدة أماكن بعناية، وهي عبارة عن شكل مربع طول ضلعه الخارجي نحو 80 م مزودة بسبعة أبراج أربعة منها في الجهات الرئيسية الأربع واثنان متقابلان من الشرق والغرب أما السابع فهو وسط الضلع الجنوبي، ويوجد وسطها مسجد صغير، وتقع بوابتها الرئيسية في منتصف الضلع الشمالي وهي مقنطرة يعلو قوسها صف من الحجارة الكلسية البيضاء كانت تشكل طراز (الأبلق) المعروف بالشام أي تناوب الحجرين الأبيض والأسود.
وكشف النصر الله أن الدائرة عملت منذ فترة على ترميم أجزاء من القلعة للحفاظ عليها بعد تعرضها للتخريب خلال سنوات الأزمة.