الثورة – ترجمة رشا غانم:
إثر اجتماع ما يقرب من ١٠٠ خبير لمراكز الأبحاث المشهورين من كل من الصين وأوروبا والولايات المتحدة في منتدى في بكين، أعلن الخبراء بأنه على الصين والولايات المتحدة استئناف المحادثات وإعادة بناء الثقة والعمل معاً لإقامة نظام عالمي متعدد الأقطاب ولمواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك.
بدوره، أفاد جوزيف ناي العميد الفخري والعميد السابق لكلية كينيدي بجامعة هارفارد، إنه بدلاً من السعي المستمر للتفوق على بعضهما البعض، يجب أن تهدف الولايات المتحدة والصين إلى تسخير قوتهما الجماعية من خلال التعاون لمواجهة التحديات العالمية.
هذا وتم عقد المنتدى من قبل مركز الصين والعولمة ورابطة الشعب الصيني للصداقة مع البلدان الأجنبية، وعلى الرغم من العلاقة الصينية الأمريكية المتوترة بشكل متزايد، قال ناي إنه من غير الصحيح مقارنة هذا الوضع بالحرب الباردة الجديدة ووصفها بمنافسة القوى العظمى، فخلال الحرب الباردة الحقيقية، كان للولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي تفاعلات عسكرية واسعة النطاق والحد الأدنى من العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، وبينما في العلاقات الصينية الأمريكية اليوم، هناك ترابط اقتصادي قوي مع تريليونات الدولارات في التجارة، والصلات الاجتماعية، بما في ذلك حوالي 300000 طالب صيني يدرسون في الولايات المتحدة قبل الوباء، وكذلك الترابط الإيكولوجي، كما يتضح من تحديات الأوبئة وتغير المناخ.
وأوضح، بدوره، مايكل بيلسبري الزميل البارز في مؤسسة هيريتيج، بأن الوضع يتدهور، ويرجع ذلك أساساً إلى نقص التواصل المتبادل، وقال إنه كان هناك أكثر من 50 آلية اتصال بين الصين والولايات المتحدة، ومع ذلك، وفي السنة الأولى من ولاية الرئيس دونالد ترامب، تم تعليق كل هذه الآليات، بينما أعاد الرئيس جو بايدن منذ ذلك الحين خمسة منها، على الرغم من أن معظم هذه الحوارات واسعة النطاق نسبياً.
وأضاف جيانغ شان، المدير العام السابق لوزارة الشؤون الأمريكية والمحيطية، وزارة التجارة:” التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني الأمريكي جلب فوائد ملموسة لشعب كلا البلدين ودفع النمو الاقتصادي على مستوى العالم”.
وحذر شان من أن الفصل يعني أن كل الجهود المبذولة لإنشاء سلسلة صناعية كاملة ومستقرة وسلسلة توريد في جميع أنحاء العالم في السنوات 40 الماضية ستضيع، وستكون النتيجة خاسرة لجميع الأطراف المعنية، منوهاً بأن الفيلم الأخير أوبنهايمر كان بمثابة تذكير للعالم بالضرر الذي ألحقته المكارثية بالعلماء الأمريكيين:” نحن بالتأكيد لا نريد أن تضر الأحادية والحمائية في التجارة بشعبي البلدين”.
يذكر أنه في عام 1993، عندما اندلعت أزمة مضيق تايوان، كان بيلسبري الزميل البارز في مؤسسة هيريتيج، يعمل في البنتاغون، وشهد الحل التدريجي للأزمة والانتعاش اللاحق للعلاقات الصينية الأمريكية، وقال إن الدرس الذي تعلمه هو أنه حتى في أوقات الأزمات أو التوترات المتزايدة بين الصين والولايات المتحدة، من المهم الحفاظ على التفاؤل، والتذكر بأنه من الممكن دائماً أن يكون هناك طريق للمضي قدماً.
المصدر – تشاينا ديلي