لابد من قراءة ما يجري في غزة من مجازر في إطار الحسابات السياسية لقادة العدو، فنتنياهو يريد أن يضمن مستقبله السياسي ويفلت من المحاسبة على حساب جماجم الفلسطينيين، وإذا اعتقد قادة العدو أنه سيتم القضاء على المقاومة فهم واهمون.
فالمقاومة فكرة والفكرة لا تموت حتى لو انتهت حماس أو الجهاد ستولد قوى بل آلاف القوى المقاومة، فالمقاومة مرتبطة بوجود الشعب الفلسطيني.
-المقاومة الموجودة في ساحات متعددة تعمل خارج سيطرة الأنظمة السياسية ولا يمكن ضبطها، وهي بالتأكيد ستوجه ضربات لإسرائيل ولأهداف أميركية وغربية موجودة في المنطقة ولعل محاولات دعشنة قوى المقاومة لن تأتي بنتائج تشرعن إجرام القوات الإسرائيلية وإجرامها وكذلك لن تأتي بالسلام لإسرائيل لأن عملية السلام وقيام دولة فلسطينية هما من يجلب السلام.
-نحن أمام حرب غير متماثلة فالحرب ليست حرب جيوش يمكن ضبطها؛ هناك مقاومة شعبية فوق كل الحسابات، فقتل خمسة آلاف وجرح 12 ألفاً هو فاتح شهية لقتل أهالي غزة.
-ما تقوم به إسرائيل هو سلسلة من ردود الأفعال الغاضبة رداً على ما سموه الصدمة يستهدفون من خلاله استنزاف حركات المقاومة، ثم ما سموه الوضع الأمني الجديد في غزة وعدم العودة الى وضع ما قبل 7 تشرين الأول، وأيضاً محاولة اغتيال الرموز الفلسطينية المسلحة ومن ثم البحث عن طرف عربي أو دولي يقود غزة، هذا ما يفكرون به ولكن ليس بالضرورة أن يتحقق كل ما يفكرون به أو يتحدثون عنه.
-هناك عنصر دخل على الساحة وهو الجمهور العربي والإسلامي ومن شعوب العالم وتحول في الرأي العام بعد مجزرة المشفى المعمداني؛ الى جانب أن العدو الصهيوني لا يستطيع تقدير حجم المقاومة التي ستواجه قواته وخاصة في الجبهة الشمالية، فهناك متغيرات ليس لديهم إجابة عنها، فثمة حالة من عدم اليقين حال دخول غزة والضغط الشعبي المتعلق بالأسرى والرهائن.
-يعاني الصهاينة من حالة فقدان توازن في صفوف العدو نتيجة الشعور بالتهديد الوجودي وهو ما عبر عنه نتنياهو وهذا يذكرنا بأجواء ما قبل عدوان حزيران عام 1967
-التأخر في تنفيذ عملية اجتياح غزة حسبما تحدث وتعهد به قادة الكيان الصهيوني مكلف ويؤثر في معنويات الجنود، وتآكل هذه المعنويات واستطلاعات الرأي العام في “إسرائيل” تشير الى تراجع نسبة المؤيدين للاجتياح العسكري لغزة من 65 بالمئة الى 49 بالمئة، على الرغم من التجييش الإعلامي والضوء الأخضر الأميركي بالاتفاق على الهدف، وهذا شيء خطير لذلك نرى العسكري يضغط أكثر من السياسي لبدء الاجتياح لأن الزمن بدأ يحاصر الجميع.
-هناك مشكلة وسؤال يقلق الجميع بمن فيهم الأميركي: ترى، ماذا بعد الاجتياح؟ وعلى فرض القضاء على المقاومة فعدم وجود حركات إسلامية مقاومة لا يعني عدم وجود مقاومة، وهذا ما نلاحظه في الضفة الغربية فالمقاومة مرتبطة بوجود احتلال وليس وجود حركات مقاومة.
-العدو يعيش حالة من الخداع الذاتي فهم يعيشون حالة من حالات ترميم الصورة أمام أنفسهم وأمام العالم من دون أن يتمكنوا من ذلك بسبب ضعف حاصل التهديد والوعيد.
-موضوع الأسرى موضوع مهم ولكنه ليس أولوية كما يدعون الأولوية وهي تدمير حماس واجتثاثها وإعادة الأمور الى ما قبل 2005وتشكيل سلطة أخرى في غزة يتحكمون بها كباقي الضفة.
-هم سيبررون دخولهم الى غزة بحجة أمام الرأي العام لإنقاذ أسراهم حتى يخففوا من ضغط الرأي العام العالمي عليهم ولكن الهدف هو تبرير المزيد من قتل الفلسطينيين.
-هناك غضب ناتج عن الشعور بالتفوق وهذا قد يعميهم ويجعلهم يتخذون قرارات طائشة لشعورهم أن ما حصل قد جاء من جماعة (أدنى) بحكم النظرة العنصرية والبنية الاحتقارية للعرب في ذهنيتهم.
-هم يقتلون المدنيين قصداً ليقولوا لهم هذا ثمن احتضانكم للمقاومة (أي بدنا نربيكم) لتغيروا سلوككم، إذاً ثمة عامل عنصري في الموضوع وهو تعامل كولونيالي عنصري وأيضاً للتأكيد على أن إسرائيل مازالت تملك قوة الردع.
-المقصود بتوسيع ساحة الصراع تحديداً هو عدم دخول إيران وحزب الله الحرب وليس غير ذلك والأميركي تعرض لصدمة قوية تتمثل في تعطيل مسار التطبيع وصفقة القرن، والسلام الاقتصادي وكذلك أعتقد أنه تفرغ للصين وأوكرانيا وإذ بمن كان يعتقد أنه ضامن مصالحه وذراعه القوية بحاجة الى حمايته.
-هم يقولون التهجير خط أحمر، هل القتل والتجويع والحصار خط أخضر؟ هناك مذبحة بحق الفلسطينيين تجاوزت دير ياسين وكفر قاسم وقانا وبحر البقر ونجع حمادي وصبرا وشاتيلا.
-مواقف بعض الدول العربية هي لاحتواء الشارع الغاضب، وهناك تخاذل واضح في عدم دعم ومساندة الشعب الفلسطيني ولكن دوافع الحكام ليست كدوافع الشارع لأن دوافع الشارع نبيلة وصادقة ويجب أن تدفع باتجاه مواقف حاسمة وليس مواقف سياسية. -العرب لديهم سوء تقدير لقوتهم وتعظيم وتهويل لقوة أميركا والغرب، ولو توحد الشارع السياسي -كما الشارع الشعبي- لتغيرت الحسابات الأميركية وبالتالي الإسرائيلية ولكن مشكلة بعض الأنظمة التسابق لكسب ود أميركا وأحياناً “إسرائيل” مما جرى خلال السنوات الماضية.
-الإسرائيلون يريدون تحويل غزة الى سجن أو قفص لأبنائها.
-وماذا بعد؟ أصبح سؤالهم وليس سؤالنا ما بعد بعد غزة وطوفان الأمة التضامن العربي والإسلامي والدولي مع القضية الفلسطينية.
-المفاجأة للصهاينة هي حجم التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية وأن عقوداً من التطبيع بدت كذبة كبرى فهي علاقات سياسية من فوق لم تكن مقبولة من القاعدة الشعبية.
-تصوير انتقاد “إسرائيل” أنه عداء للسامية في فرنسا وألمانيا يخلق انقساماً في أوروبا حول ذلك.
-لابد من تهديد مصالح الغرب في المنطقة بأشكال مختلفة من المقاطعات الى استهداف تواجدها العسكري عبر ما يسمونه الأذرع الخشنة وهي فصائل المقاومة وطرد السفراء والتظاهر في الدول الأوروبية وتحريك الجاليات العربية والإسلامية وأصدقاء فلسطين.
-يعاني الصهاينة مما يمكن تسميته فوبيا حزب الله عبر مخيلتهم وصورة الهزيمة عام 2006 واستحضارها العامل النفسي مهم ونتنياهو يريد رفع معنويات جنوده من خلال جولته على جبهة الشمال بهدف التهيئة المعنوية للحرب.
-هم يسعون للتعبئة النفسية وليس العسكرية بعد أن هزموا فيها والكل يريد أن يقطف مكاسب سياسية على حساب دماء الفلسطينيين.
-ثمة حرب إعلامية حقيقية هي حرب روايات إسرائيلية وفلسطينية وهدفها كسب الرأي العام العالمي عبر الصورة والسرعة في نقل الخبر ومصداقيته.
-روح الانتقام وغريزة القتل عند الصهاينة واضحة، فالقتل لمجرد القتل أصبح واضحاً من خلال ما يقوم به جيش الاحتلال من استهداف للمدنيين من دون تمييز حتى يشبع غريزة الانتقام لدى جمهوره.
-المواجهة شبيهة بما يجري في أوكرانيا تماماً فأطراف الصراع ذاتها تتقاتل على جغرافية غزة، ما يعني أنه في البعد الاستراتيجي هي مواجهة ما بين محور الشر والفوضى الخلاقة ومحور حق الشعوب في تقرير مصيرها والدفاع عن كرامتها.
-وحدة محور المقاومة الشعبية وليس محور دول.
هذه مقاومة شعبية لا أحد يستطيع الحد منها أو وقفها.
المستهدف هو شعب وليس نظام حكم.
-إذا استطاع الصهاينة القضاء على المقاومة سيسير المشروع الصهيوني في التهويد والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وبالتالي تسارع وتيرة التطبيع وفرض استسلام وليس فرض سلام في المنطقة.
-يريدون تحويل ما جرى الى فرصة، أي تحويل المحنة الى منحة لتنفيذ سياسة حكومة التطرف لتنفيذ مشروعها بهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم واستكمال تنفيذ الحلم التوراتي التلمودي.
-إذا نجح الصهاينة في تحقيق هدفهم بتدميرغزة وما سموه اجتثاث حماس فهذه ضربة قوية وخسارة وضربة قوية لمحور المقاومة وانتصار لمحور الشر لذلك يجب منع حدوث ذلك بفتح جبهات مقاومة للمحور الأميركي الاستعماري .
-المعركة هي معركة الشعب الفلسطيني والمطلوب من جميع أبناء الأمة دعمهم وحث حكوماتهم على القيام بذلك استجابة لإرادة شعوبهم وانتصاراً للحق والعدالة.
-هناك تلاعب بالمصطلحات وتلاعب وقلب للمفاهيم فالمقاومة المشروعة تصبح إرهاباً والإرهاب هو دفاع النفس، نحن
أمام فضيحة أخلاقية.
-الوضع خارج عن السيطرة لأنه لا يمكن التحكم بإرادة الشعوب التي انتصرت للفلسطينيين لأنه انتصار لشعب مظلوم وشعب هو جزء من أمة عربية وإسلامية لايمكنهما التخلي عنه لأنه تحدٍّ تاريخي يضع الجميع أمام مسؤولياتهم التاريخية والأخلاقية.
-نحن أمام حمى استعمار جديد وعنصرية وثقافة حقد وكراهية مخبوءة، نحن أمام إدارة أميركية للعدوان.
-مازال وهج هزيمة حرب تموز تعمل في مخيلتهم الانتصار بالرعب.
-رسائل تحذير للكيان أن الجبهات ستتحد إذا تم تجاوز الخطوط الحمر وهو اجتياح غزة ومحاصرتها وتحويل سكانها الى رهائن للمقايضة.
-المشاركة والمساهمة في الحرب لها أكثر من شكل عسكري سياسي اقتصادي شعبي إعلامي.
-حزب الله بقصفه لشمال فلسطين يخفف عن غزة ويجعل قوات العدو مشتتة وقلقة وخائفة وكذلك مستوطنوه.
-يجب مشاغلة العدو وداعميه حيثما وجدوا واعتبارهم أهدافاً مشروعة للمقاومة الشعبية.