الثورة-ريم صالح:
لم تمض أيام قليلة على جريمة الحرب التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بقصفه مشفى المعمداني في حي الزيتون وسط غزة، وراح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، حتى سارع هذا العدو الغاشم لتوجيه تهديدات واضحة لقصف مشفى القدس في غزة، في استهتار واضح بالمواثيق الدولية، وفي استخفاف أيضا بالمواقف التي لم تزل تندد بمجزرة الاحتلال في مشفى المعمداني، الأمر الذي يثبت مجددا أن هذا الكيان الغاصب ما كان له الاستمرار في ارتكاب جرائمه الوحشية لولا التشجيع الأميركي والأوروبي له، ومواصلة حمايته ومساعدته على الإفلات من المساءلة والمحاسبة الدولية.
وفي هذا السياق أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أنه تلقى تهديدات من الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء مستشفى القدس في قطاع غزة المحاصر فوراً تمهيداً لقصفه.
ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن الهلال الأحمر قوله: تلقينا الآن تهديدات شديدة اللهجة من الاحتلال بالإخلاء الفوري لمستشفى القدس بالقطاع كونه سيتم قصفه، مضيفاً: إن محيط المستشفى يشهد منذ ساعات الصباح غارات متواصلة أدت إلى تدمير المحيط بالكامل.
وتأتي هذه التهديدات وسط انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة المحاصر، جراء عدم قدرتها على استيعاب العدد الكبير من الجرحى ومنع الاحتلال إدخال الأدوية والوقود إليها، حيث خرج 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية من الخدمة جراء قصفها أو عدم إدخال الوقود.
ورغم التهديدات بالقصف، ترفض الطواقم الطبية إخلاء المستشفيات وتصر على مواصلة عملها الإنساني بتقديم الرعاية الصحية للجرحى.
بموازاة ذلك قال الدفاع المدني في غزة: إن طواقمه فوجئت بحجم الدمار وعدد الجثث بعد عودة الاتصالات، مشيراً إلى أن هناك عدداً كبيراً من الشهداء تحت الأنقاض حتى هذه اللحظة لصعوبة الوصول إليهم.
وأوضح الدفاع المدني أنه يتعامل في الدقيقة الواحدة مع 20 موقعاً مستهدفاً بالقصف، داعياً لإدخال فرق إنقاذ عربية للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
ولفت الدفاع المدني إلى أن المستشفيات وصلت لأكثر من طاقتها القصوى وبعض الجرحى يعالجون على الأرض، محذراً من أن القطاع مقبل على كارثة كبيرة إذا لم يتم إدخال الوقود بشكل فوري.