الثورة – رفاه الدروبي:
وقعت الكاتبة إيمان النايف كتابها الثاني ويحتوي رسائلها وذكرياتها في كتاب عنوانه” محطات في حياة الفنان محمد الحريري” حمل بين دفتيه ١٢٣صفحة من القطع المتوسط عن دار توتول.
قُدِّم الكتاب في ندوة شارك فيها الكاتبان أيمن الحسن وعماد نداف والمخرج بسام لطفي مع غياب كامل لنقابة الفنانين. يتضمَّن الكتاب ذكريات ورسائل دارت بين الكاتبة النايف وشريك حياتها الفنان الحريري في ثقافي أبي رمانة بدمشق.
مقدمة الكتاب خطها الناشر عن وفاء زوجة كان دافعاً لتُخلِّد بقلمها كلمات تحمل عبق الصدق والمحبة دون أية مبالغة في مذكرات تناولت في ثناياها بكل واقعية وصراحة ما دار بينهما من مشاعر وأحاسيس اعتملت في نفسيهما؛ ومواقف متناقضة مع آمالهما ورغباتهما في حياتهما عرضتها دون تكلَُّف ولا مبالغة، فكانت في نشرها صادقة مخلصة في عملها، مُشيراً بأنَّ الكاتبة ذكرت عدداً كبيراً من أعماله التلفزيونية السينمائية المسرحية، ثم عرضت بعضاً من خواطره ورسائل مُوثَّقة بالصور بخطِّ يده.
المخرج هيثم حقي أشار بأنَّه تعرَّف إليه منتصف سبعينات القرن الماضي “١٩٧٤” عندما جاء من الطبقة إلى دمشق مع فرقة مسرحية قدَّمت عرضاً في مهرجان للهواة، أثار إعجاب الجميع بأداء كان يلفت الأنظار بصدقه، كصفة لازمته طوال سنوات مشواره القصير.
المخرج حقي يروي قصة صداقة نشأت بينهما استمرَّت لسنوات طويلة، ليكون بطل فيلمه الأول “التقرير، أو ملابسات حادثة عادية جداً”، وأثبت فيه أنَّ مَنْ علَّمه صدق الأداء البسطاء وطريقة عيشهم، ولفت أداؤه الانتباه إلى موهبته المتَّسمة بالشفافية والعفوية عند مشاركة الفيلم في مهرجان دمشق السينمائي، ليحصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الخاصة به، لافتاً بأنَّه حين كان يبحث عن ممثلين لشخصيات مسلسل “خان الحرير” كان خياره المؤكّد لدور الشيخ قدري الحريري الحلبيّ الأصل، لهجة وروحاً وانتماءً، وكانت متعة عندما أدَّى دوره بإتقان، مشيراً بأنَّ آخر تعاون فني بينهما بأداء دور والد كندا الحلبي في مسلسل ” ذكريات الزمن القادم”.
من جهته المخرج مازن لطفي أوضح بأنَّهما التقيا في إذاعة دمشق وتجاذبا أحاديث الثقافة والدراما ومستقبلها في بلدنا، كما تشاركا في أعمال درامية كان الفنان العاشق لفنه سبَّاقاً في الالتزام بالموعد أعجب به إنساناً مثقفاً مبدعاً لكنه لا يريد أن يعاند الزمن فساعة الموت آتية لاريب فيها ولابدَّ أن يشهد بكلِّ صدق ومحبَّة أنه فنان عريق امتلك الإحساس المميَّز.
الكاتب أيمن الحسن قال: من جميل الوفاء أن تنشر زوجة عن زوجها ما فعلته المربية إيمان النايف، واصفاً إخلاصها بالصفة السامية والعليا في حياة الإنسان لأنه ترك بصمة مهمة في مسيرة الفنان، ولاسيَّما أبناؤه ومحبِّيه، مُتسائلاً: ترى هل نحن أمام كتاب رسائل شبيهة بكتب نزار قباني وغسان كنفاني ومي زيادة كان جذرها الأساس الرسائل، مُبيِّناً بأنَّ الكاتبة النايف مخلصة ووفيَّة إذ نقلت ما دار بينهما مذ تعرَّفت لفنان مُفرط بالحساسيَّة وفي وجدانه خجلٌ وحياءٌ عميقٌ.
بدورها الكاتبة إيمان النايف لفتت إلى وجود مفكّرات دوَّن عليها الفنان الحريري يوميَّاته المحتفظة بها. قرأت بعضها لأوَّل مرَّة وكلما طالعتها اعتبرتها ذات خصوصيَّة لأنها تتضمَّن نصوصه الخاصة بها، كما تتناول روح العمال عندما كان يعمل في مدينة الطبقة.