” غلوبال تايمز”: متظاهرون يمنعون سفينة إمداد عسكرية أمريكية لمساعدة “إسرائيل” من مغادرة ميناء أوكلاند
الثورة – ترجمة وجيها رومية:
قال خبراء أميركيون يوم السبت الماضي إن الرفض الإسرائيلي السريع لدعوة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لهدنة إنسانية في غزة يُنظر إليه على أنه انعكاس لتراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وفشل إدارتها العالمية. ويتصاعد الغضب مع إطلاق الولايات المتحدة مناورة عسكرية في البحر الأبيض المتوسط، الأمر الذي قد يزيد من تأجيج التوترات في المنطقة.
عند وصوله إلى تل أبيب للمرة الرابعة خلال شهر وتأكيده الدعم المستمر لإسرائيل، أصدر بلينكن أحد أقوى تحذيرات إدارة بايدن لإسرائيل في دعوة صريحة لوقف العمليات العسكرية في غزة للسماح بتوصيل المساعدات بشكل فوري ومتزايد.
ومع ذلك، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذه الدعوة بعد دقائق قليلة فقط، وقال إن “إسرائيل ستمضي قدماً بكل قوتها”.
وجاءت اللحظة المحرجة عندما أعلنت إسرائيل أن قواتها طوقت مدينة غزة، وأن هجومها الذي شمل غارات جوية وقوات برية أدى إلى مقتل أكثر من 9200 شخص، من بينهم حوالي 3800 طفل، حسبما ذكرت تقارير إعلامية.
وعلى الرغم من رفض “إسرائيل” الصريح لمناشدات بلينكن، تظهر الولايات المتحدة دعمها من خلال إجراء تدريبات لمدة ثلاثة أيام في شرق البحر الأبيض المتوسط، ونشر حاملتي طائرات أمريكيتين في المنطقة لأول مرة منذ عقود، انضم إليهما أكثر من 11 ألف جندي أمريكي.
تجد الولايات المتحدة نفسها في مأزق حيث تتسامح بشكل مفرط مع كيان إسرائيل، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التأثير الساحق للوبي الصهيوني على السياسة الداخلية للولايات المتحدة. وقال تيان وينلين، الأستاذ في كلية الدراسات الدولية بجامعة رنمين الصينية لصحيفة غلوبال تايمز يوم السبت الماضي: “أدى ذلك إلى الافتقار إلى المبدأ في سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مما أدى إلى أن “إسرائيل” تقود الولايات المتحدة بشكل أساسي وليس العكس”.
علاوة على ذلك، أظهر الرفض الإسرائيلي الصريح تضاؤل نفوذ الولايات المتحدة وانهيار مصداقيتها،خلال الوضع الراهن.
وأشار الخبراء كذلك إلى أنه من خلال الدعم اللا محدود لإسرائيل، تدفن الولايات المتحدة سياستها في الشرق الأوسط وكذلك استراتيجيتها العالمية.
وقال تيان: “إن القدرة على التصرف الإسرائيلي دون عقاب يرجع في المقام الأول إلى الدعم الأمريكي.
ومن منظور عالمي، تخسر الولايات المتحدة أيضاً أرضها على الجبهة الأخلاقية، لأنها طالما دافعت عن نفسها باعتبارها سياسة خارجية قائمة على القيم. وقال الخبير إنه مع العرض الصارخ للمعايير المزدوجة، قوضت الولايات المتحدة مصداقيتها.
علاوة على ذلك، ومن منظور جيوسياسي، فإن تورط الولايات المتحدة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يؤثر على استراتيجيتها العالمية، سواء في دعمها لأوكرانيا في الصراع الروسي الأوكراني، أو في جهود احتواء الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حسبما ذكر المراقبون.
إن تأجيج النيران في الشرق الأوسط الذي هو بالفعل على وشك الانهيار قد أدى إلى تأجيج الغضب والفوضى داخل أمريكا، كما رأينا في ميناء أوكلاند عندما منع مئات المتظاهرين سفينة إمداد عسكرية أمريكية من المغادرة يوم الجمعة الماضي، حيث كانت السفينة متجهة لمساعدة “إسرائيل” بعد أن كانت محملة بالأسلحة والمعدات العسكرية، وفقاً لشبكة سي بي إس نيوز.
ولا يحدث الصدع المتزايد بين الجمهور والمسؤولين المنتخبين فحسب، بل داخل الحكومة أيضاً. ووصفت شبكة “سي إن إن” الدراما التي عرضها مجلس النواب حول المساعدات الإسرائيلية بأنها “أحدث فشل للحكم الأمريكي”، في الوقت الذي يواجه فيه مجلس النواب صعوبات في التصويت على إرسال 14 مليار دولار كمساعدات طارئة لإسرائيل، الأمر الذي “يترك أمريكا تبدو وكأنها قوة عظمى منقسمة غير قادرة حتى على الإسراع بالمساعدة لإسرائيل”، كما ذكرت شبكة سي إن إن.
وقد حذر خبراء الأمم المتحدة يوم الخميس من أن “الوقت ينفد” لمنع الإبادة الجماعية والكارثة الإنسانية في غزة، معربين عن إحباطهم العميق إزاء رفض “إسرائيل” وقف خططها لتدمير قطاع غزة المحاصر.
المصدر – غلوبال تايمز