الثورة – ترجمة وجيها رومية:
ظهرت دعوات لحظر TikTok في واشنطن مرة جديدة. هذه المرة لا يتعلق الأمر بما يسمى أمن البيانات، بل يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني. لكنها خطوة محرجة، مما يجعل الناس يتساءلون عما إذا كان حظر TikTok سيساعد في حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أو يغطي حقيقة أن الدعم الأحادي الجانب الذي تقدمه الولايات المتحدة لإسرائيل يزيد من حدة التوتر، مما يتسبب في المزيد من الأزمات الإنسانية.
يجدد المشرعون الأمريكيون مساعيهم لحظر تطبيق مشاركة الفيديو المملوك للصين في الولايات المتحدة، بحجة أن المحتوى الأكثر شعبية المتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني على TikTok له ميل مؤيد للفلسطينيين مما يقوض الدعم لإسرائيل بين الشباب الأمريكيين. بحسب ما نقلته العديد من وسائل الإعلام الأميركية.
وذكر تقرير من NBC News أن النقاد زعموا أن TikTok يستخدم نفوذه لدفع المحتوى المؤيد للفلسطينيين ويتعارض مع مصالح السياسة الخارجية الأمريكية.
من الشائع أن نرى TikTok يصبح هدفًا لانتقادات المشرعين الأمريكيين بسبب ملكيته الصينية، ولكن من غير المألوف أن نرى السياسيين الأمريكيين يطالبون بحظر منصة التواصل الاجتماعي بسبب آراء المستخدمين الشعبية حول موضوع معين في غياب أي دليل على أن خوارزمية TikTok “منحازة”. وإذا كان هناك أي شيء فهو يعكس انحياز الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
قد يكون صحيحاً أنه كان هناك عدد أكبر من المشاهدات لمنشورات TikTok باستخدام هاشتاج #StandwithPalestine عالمياً مقارنة بالمشاركات التي تستخدم هاشتاج #Standwith Israel خلال الأسابيع الماضية، وفقاً لموقع Axios نقلاً عن بيانات من مركز منشئي TikTok.
ومع ذلك، فإن محاولة بعض السياسيين الأمريكيين إلقاء اللوم بقوة على “خوارزمية التوصية” الخاصة بـ TikTok لوجهات نظر الشباب الأمريكيين حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هي حالة واضحة من المعايير المزدوجة التي تنطوي على حرية التعبير، والتي تخطئ تماماً الهدف الذي يهتم به الناس حقًا في العالم.
TikTok نفسها عبارة عن منصة موجهة للترفيه. إن حظر أداة التواصل الاجتماعي هذه لن يحجب الحقيقة أو يغير محور الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
إن اتهام “خوارزميات التوصية” بالتسبب في إثارة رأي عام غير مرغوب فيه يشير في الواقع إلى قلق الساسة وشعورهم بالذنب بشأن كيفية الرد على الأسئلة المتعلقة بموقف الولايات المتحدة في الصراع. إن تأثير جماعات المصالح الصهيونية في الولايات المتحدة قوي للغاية لدرجة أن واشنطن اضطرت إلى التعهد بتقديم الدعم غير المشروط لإسرائيل.
وهذا هو السبب الأساسي الذي يجعل النخب السياسية في واشنطن تواجه المعضلة السياسية الأخلاقية الحالية. على سبيل المثال، أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن يوم الأربعاء عن دعمه “لوقف” إنساني للحرب الإسرائيلية في غزة للمرة الأولى، وهو ما يعتبر تحولاً في موقف البيت الأبيض، الذي قال في السابق إنه لن يملي على إسرائيل كيفية القيام بذلك، وتنفذ عملياتها العسكرية. ولكن على الرغم من الانقسامات العميقة حول الصراع وارتفاع عدد القتلى في غزة، فإن إدارة بايدن لا تستطيع حتى أن تقول كلمة “وقف إطلاق النار” بشكل علني ومباشر.
المصدر – غلوبال تايمز
