الثورة – ترجمة وجيها رومية:
شهد موقف البيت الأبيض تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تغيراً طفيفاً في الأيام الأخيرة مقارنة بموقفه المتمثل في مجرد الدفاع عن “إسرائيل” في البداية، حيث تدعو واشنطن الآن إلى هدنة إنسانية. وأشار محللون صينيون يوم الأحد إلى أن هذا الموقف يأتي نتيجة للضغوط المتزايدة من الناخبين الأمريكيين والمجتمع الدولي، فإن هذا النوع من التعديل يظهر قدراً محدوداً في القدرة على وقف الأزمة المروعة التي أودت بالفعل بحياة ما لا يقل عن 9500 شخص في غزة.
ذكرت وسائل الإعلام أن عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين يدعمون فلسطين ويعارضون العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة قاموا بمسيرة في وسط مدينة واشنطن العاصمة يوم السبت الماضي فيما يأمل المنظمون أن تكون أكبر مظاهرة أمريكية من نوعها منذ السابع من تشرين الأول، وحمل المتظاهرون لافتات تحمل شعارات مثل “حياة الفلسطينيين مهمة” و”فلتعش غزة” و”دماؤهم على أيديكم”. وذكرت وسائل الإعلام أن المتظاهرين هتفوا “بايدن، بايدن، لا يمكنك الاختباء؛ نحن نتهمك بالإبادة الجماعية”، فيما واصلت الحكومة الأمريكية رفض مطالب ضم صوتها إلى الدعوات المطالبة بوقف شامل لإطلاق النار.
وقبل الاحتجاج، أجرت واشنطن تعديلات طفيفة على لهجتها، فقد قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه يعتقد أنه يجب أن تكون هناك “هدنة” إنسانية في الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين، بعد أن قاطع متظاهر خطابه خلال حملته الانتخابية مساء الأربعاء الماضي، ودعا إلى وقف إطلاق النار. وقال بايدن، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس يوم الخميس الماضي: “أعتقد أننا بحاجة إلى توقف”.
وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته الأخيرة للأردن موقف واشنطن الداعي إلى “هدنة إنسانية” في غزة لحماية المدنيين والسماح للمواطنين الأجانب بالمغادرة.
ورغم أن عدد القتلى في غزة يرتفع بشكل حاد يوما بعد يوم، فإن التعديل من جانب الولايات المتحدة كان مدفوعاً بمطالبتها بالحفاظ على هيمنتها العالمية، ولن توقف إدارة بايدن المساعدات العسكرية والاقتصادية لإسرائيل. وقال محللون إن وعدها بحماية “إسرائيل” لن يتغير أيضاً، وهذه هي الشروط الأساسية لإسرائيل لمواصلة عمليتها في غزة وتجاهل الضغوط الدولية.
وقال ما شياو لين، الأستاذ الكبير وعميد معهد الدراسات حول منطقة البحر الأبيض المتوسط في جامعة تشجيانغ للدراسات الدولية، لصحيفة غلوبال تايمز يوم الأحد الماضي إن “فترات التوقف الإنسانية” التي ذكرها بايدن وبلينكن مؤخراً هي مصطلح تستخدمه الولايات المتحدة ليحل محل “وقف إطلاق النار” أو “الهدنة الإنسانية”، هو موقف بين دعم “إسرائيل” لمواصلة حربها في غزة والاستجابة للنداءات الدولية لوقف إطلاق النار، وأضاف كما أن الولايات المتحدة لا تريد أن يتم عزلها من قبل المجتمع الدولي.
وقال محللون صينيون إن الطريقة الأكثر صدقاً وفعالية لتحقيق وقف فعال ومستدام لإطلاق النار ووقف إراقة الدماء المروعة في غزة هي السماح لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتمرير قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار، وعدم الوقوف بشكل أحادي الجانب مع “إسرائيل” والدفاع عن قتل إسرائيل للمدنيين الفلسطينيين في غزة.
ومن المؤسف أن هذا ليس ما تريده الولايات المتحدة. وفقا لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، فإن القادة العرب الذين شجبوا ارتفاع عدد القتلى المدنيين في الصراع، دفعوا من أجل وقف فوري لإطلاق النار يوم السبت، لكن بلينكن حذر من أن “مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى نتائج عكسية .
المصدر – غلوبال تايمز