مجلس الأمن يعقد مشاورات مغلقة.. والمطالبات الدولية بوقف العدوان على غزة تتزايد: الاحتلال يرتكب جرائم حرب بدعم أميركي وأوروبي.. وبايدن متورط في الإبادة الجماعية
الثورة _ ناصر منذر:
في ظل عجز المجتمع الدولي – بفعل آلة التعطيل الأميركية والأوروبية- عن إلزام الكيان الصهيوني بوقف عدوانه المتواصل على قطاع غزة، تتفاقم المعاناة الإنسانية والصحية لأهالي غزة، مع تزايد عدد المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، ومعظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن تدمير المشافي والمدارس ومراكز الإيواء، الأمر الذي دفع العديد من الدول والمنظمات والهيئات الإنسانية الدولية لتجديد إدانتها للعدوان الهمجي، في وقت يعقد فيه مجلس الأمن الدولي هذه الليلة جلسة مشاورات مغلقة، وسط اتساع المطالبات الدولية بضرورة وقف العدوان، وفتح ممرات إنسانية، وإيصال المساعدات والاحتياجات الإنسانية والطبية بشكل عاجل لقطاع غزة.
ومع توليها رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، قالت وزارة الخارجية الصينية، اليوم الاثنين، إن بكين ستبذل قصارى جهدها لاستعادة السلام في الأراضي الفلسطينية.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة، وانغ وينبين، في مؤتمر صحفي، أن “الصين ستبذل قصارى جهدها لتشجيع مجلس الأمن على الوفاء بمسؤولياته والقيام بدوره وبناء التوافق واتخاذ إجراءات مسؤولة وذات مغزى في أقرب وقت ممكن لتخفيف الأزمة الحالية وحماية سلامة المدنيين من أجل استعادة السلام”.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، الليلة، مشاورات مغلقة لبحث الوضع في غزة بعد قصف الاحتلال لمستشفى الشفاء والهجمات المتكررة على مخيم جباليا للاجئين.
ودعت الإمارات والصين إلى مشاورات الساعة الثالثة من مساء اليوم الاثنين بتوقيت نيويورك، أي الساعة العاشرة ليلا بتوقيت القدس.
وقد أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن المجتمع الدولي أمام اختبار أخير لما تبقّى له من مصداقية بشأن تحمل مسؤولياته، وقدرته على إجبار “إسرائيل” على وقف حربها المدمرة على قطاع غزة، وحماية المدنيين، وتحرير أكثر من مليوني فلسطيني تختطفهم كرهائن.
وفي طهران جدد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية هي شريكة “إسرائيل” في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، منوهاً بصمود المقاومة الفلسطينية وحتمية انتصارها.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في طهران اليوم قال رئيسي رداً على سؤال حول الجرائم الإسرائيلية في غزة: “هذه جرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية، وقتل أطفال ينفذها اليوم الكيان الصهيوني بدعم من الأمريكيين وبعض الدول الأوروبية”.
وأضاف: “لقد انهار الكيان الصهيوني، والأمريكيون يريدون إبقاءه واقفاً على قدميه ولا يمكن التعويض عن هذا الفشل المشين والذريع للكيان الصهيوني إلا بارتكاب المزيد من الجرائم”، مؤكداً أن هذه الجرائم لا يمكن أن تعوّض الهزيمة أمام المقاومة.
وشدد على ضرورة وقف القصف وإطلاق النار، وتقديم العون والمساعدة لشعب غزة المظلوم والقوي في أسرع وقت ممكن.
بدوره أكد السوداني أن عملية طوفان الأقصى هي نتيجة سياسات “إسرائيل” الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني، مشدداً على أن موقف العراق ثابت ومبدئي تجاه نضال الشعب الفلسطيني في نيل الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
إلى ذلك طالب مسؤولو الوكالات الرئيسية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة بالوقف الفوري لإطلاق النار والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول إليها.
وقال مسؤولو هذه الوكالات في بيان مشترك: “في غزة يتعرض شعب بكامله للحصار والهجوم ويحرم من الوصول إلى العناصر الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ويقصَف السكان في منازلهم وفي الملاجئ والمستشفيات وأماكن العبادة وهذا أمر غير مقبول”.
وفي واشنطن تتوالى الأصوات المعارضة من داخل وزارة الخارجية الأميركية لدعم إدارة جو بايدن لجرائم “إسرائيل” في قطاع غزة المحاصر، فبعد استقالة اثنين من موظفي الوزارة الشهر الماضي احتجاجاً على مساندة واشنطن للعدوان الإسرائيلي، شنت موظفة ثالثة في الوزارة هجوماً لاذعاً على بايدن متهمة إياه وبشكل علني بـالتواطؤ في إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.
من جانبه دعا المجلس التنفيذي لنقابة المعلمين في مدينة سان فرانسيسكو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وقطع المساعدات المالية عن “إسرائيل”.