الملحق الثقافي- غادة يوسف:
حنا السراب عليها وهي ظامئةٌ
حرّى الجوانحِ لا غمْرٌ ولا ثمدُ
مسحت دمعيَ من ذكراهمُ بيدٍ
وأمسكَت كبدي ألّا تذوبَ يدُ
مالي أرى الفرسَ الشقراءَ عاريةً
فوق المرابطِ لا تطغى فتنجردُ”
بدوي الجبل
يا أسيرَ الصمتِ والقيدُ شكا
منْ جراحٍ أزمنتْ في معصميكْ
كبّلَتْ روحَكَ،
أوهتْ صبْوةَ الخطوةِ خيباتُ السنينْ
والسكاكينْ…
جاثماتٌ، كالوحوشِ الضارياتْ
ترصُدُ الصوتَ ومنسوبَ الأنينْ
عندَ بابِ الآهِ ..إنْ حُزَّ الوَتينْ
إنْ صبَتْ دربُكَ توقاً لاحتضانِ الجرحِ يدمى
منْ نزيفِ القدَمَينْ
بينَها والجوعِ في جوفكَ دهرٌ منْ نسَبْ
كيفَ تبقى زارعَ القمحِ
وحَصّادَ السّغَبْ؟
نصْلُها يصْدأ ..وكمْ تذروا بهِ
في غُبارِ الريحْ
رقصةُ الطيرِ الذبيحْ
حينَ توريْ جمرةَ الرقصِ بساحاتِ الغضبْ
اصقل القوسَ وأَجّجْ
شهوةَ الإنشادِ في جوفِ الخشبْ
كيف تبقى عازفَ القيثارِ في سمعِ الزمانِ الرّحبِ
محرومَ الطربْ؟ّ!
أَوقد الشّعلةَ ..
ما أحلاكَ في عرسِ الشغبْ
حينَ تجلو عنْ جبينِ الصبحِ ليلاً من تعبْ
والكلابْ ..
سالَمَتْ كلّ الذئابْ
لتنقضّ عليكْ
لا تُسالمْ
صخرةُ السيزيفِ ترنو للذرا
ليسَ إلاّ منكبيكْ
العدد 1166 – 7-11-2023